جندية سابقة تترأس إدارة الاستخبارات الوطنية الأمريكية .. من هي تولسي جابارد؟
أدّت تولسي جابارد اليمين الدستورية كمديرة للاستخبارات الوطنية الأمريكية، في البيت الأبيض أمس الأربعاء، وذلك بعد ساعات فقط من تصديق مجلس الشيوخ على تعيينها.
وشهد مراسم التنصيب النائبة العامة الأمريكية بام بوندي والرئيس دونالد ترامب، وذلك في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.
ونشر الحساب الرسمي بالبيت الأبيض على موقع "إكس" مقطع فيديو يوثق مراسم أداء اليمين، قائلاً: "تولسي جابارد أدّت رسميًا اليمين كمديرة للاستخبارات الوطنية أمام النائب العام بام بوندي في المكتب البيضاوي! لنجعل أمريكا آمنة مجددًا!".
وفي وقت سابق، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن مجلس الشيوخ قد أكد تعيين تولسي جابارد.
والأربعاء، صوت مجلس الشيوخ بالموافقة على تعيين جابارد كمديرة للاستخبارات الوطنية، فيما جاءت نتيجة التصويت 52-48. وبحسب شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية، انضم السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل من إلى الديمقراطيين في معارضة التعيين.
وتعتبر جابارد أحد أكثر المرشحين إثارة للجدل من قبل ترامب؛ إذ واجهت اعتراضات من العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بسبب موقفها الرافض لدعم أوكرانيا، بالإضافة إلى اجتماعها مع الرئيس السوري السابق بشار الأسد في عام 2017، ودعمها السابق لإدوارد سنودن.
وتعد جابارد المرشحة الرابعة عشرة التي يصادق عليها مجلس الشيوخ منذ تنصيب ترامب 20 يناير الماضي وجاءت المصادقة على تعيينها بعد جدل كبير، إذ اعتُبر تعيينها من أكثر القرارات انقسامًا لترامب.
من هي تولسي جابارد؟
تُعد تولسي جابارد واحدة من أكثر الشخصيات السياسية إثارةً للجدل في الولايات المتحدة، حيث انتقلت من الخدمة العسكرية إلى العمل السياسي، وصولًا إلى منصب مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية. ولدت في 12 أبريل 1981 في مدينة ليلوالو، ساموا الأمريكية، وكانت أول هندوسية تُنتخب نائبةً في الكونجرس الأمريكي.
حصلت جابارد على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة هاواي باسيفيك عام 2009، وهو ما منحها خلفية أكاديمية متينة في الإدارة والسياسات العامة. وفي 2003، التحقت بالحرس الوطني حيث بدأت حياتها المهنية في الجيش الأمريكي وخدمت فترتين في العراق كمتخصصة طبية وضابطة شرطة عسكرية. وفي 2015، رقُيت من نقيب إلى رائد خلال مراسم أقيمت في المقبرة التذكارية الوطنية للمحيط الهادئ.
أما مسيرتها السياسية، فقد بدأت مع دخولها عضوًا في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية هاوي حتى 2004 ثم انتخبت عن الحزب الديمقراطي في المجلس عن نفس الولاية في 2013 وأعيد انتخابها 3 مرات متتالية.
خاضت الانتخابات التمهيدية الرئاسية الديمقراطية لعام 2020، لكنها لم تنجح في الوصول إلى الترشيح النهائي.
لا تمتلك خبرة
إعلان الرئيس دونالد ترامب عن اختيار تولسي جابارد مديرة للاستخبارات الوطنية أثار عاصفة من الجدل السياسي، إذ أنها لا تمتلك أي خبرة سابقة في الاستخبارات، مما أثار انتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
وقوبل تعيينها بمعارضة قوية بسبب افتقارها للخبرة الاستخباراتية، وهو منصب يتطلب خلفية أمنية عميقة، إضافة إلى انتقادها المتكرر لدعم واشطن كييف واعتباره حربًا بالوكالة، ولقاؤها ببشار الأسد في 2017، مما أثار تساؤلات حول علاقاتها بالنظام السوري.
كما تتبنى جابارد مواقف متقلبة من قضايا الأمن القومي، حيث دعمت أحيانًا إدوارد سنودن، مما جعلها محل انتقاد واسع من مجتمع الاستخبارات.
