إستراتيجية ترامب في الشرق الأوسط.. خلق الفوضى لإعادة التوازن

سلط تقرير لصحيفة "معاريف" العبرية، الضوء على إن إنذار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحركة حماس يهدف إلى تعزيز موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومنحه مساحة للمناورة لتحقيق أهداف استراتيجية، وليس إلى الضغط عليه أو تقييد خياراته.
وقد صرح ترامب قائلا: إذا كنتم تعتقدون أن إنذارى لحماس يهدف إلى محاصرة بنيامين نتنياهو، فأنتم تغفلون الصورة الأوسع، في الواقع، لا أسعى إلى إضعاف نتنياهو، بل لأعزز موقفه، مما يساعده على تحقيق هدفين استراتيجيين .. أولا: جعل نتنياهو قوة "معتدلة" في مواجهة حكومته المتطرفة".
استسلام لحماس والإفراج عن الإسرى
الرئيس الأمريكي، يرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى، يواجه ضغطًا متزايدًا من الرأي العام في تل أبيب، خاصة من عائلات المحتجزين، مما يضعه بين خيارين، فمن جهة، يطالبه الائتلاف اليميني بتحقيق "استسلام كامل" لحماس، ومن جهة أخرى، تتصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإفراج عن الإسرى بأي ثمن، لذلك وجه ترامب إنذارًا صارمًا لحماس، مرسلاً رسالة واضحة: الولايات المتحدة تقف خلفك، يا نتنياهو.
أما الهدف الثاني من رسالة ترامب لحماس، وهي أن الولايات المتحدة قوة فاصلة، لا وسيط.
حيث يسعى ترامب، بقوة للتخلي عن نهج أوباما وبايدن، اللذين رسّخا دور الولايات المتحدة كـ"وسيط محايد"، ويريد إعادتها إلى موقع القوة التي تضع قواعد جديدة للعبة، من وجهة نظره، فإن الوساطة الأميركية التقليدية ليست سوى مضيعة للوقت.
ترمب يرى العالم لعبة
الرئيس الأمريكي، يرى الشرق الأوسط كساحة لعب متحركة، حيث ظل بعض اللاعبين في أماكنهم لفترة طويلة جدًا .. ولتحريك الجمود، يستخدم ترامب، نهجًا أشبه بالقوانين الفيزيائية، فهو يدرك أن الحكومات العربية، من مصر إلى قطر ، قد نسجت شبكة دقيقة من المصالح المتوازنة، لكنه يدخل المشهد بقوة، فيقلب المعادلات، ويستمتع برؤية الجميع يسارعون للتكيف مع الواقع الجديد.
ترامب، يستمتع برؤية كيف أن خطوته تثير الفوضى، فهو يعلم أنه من خلال تعزيز نتنياهو، فإنه يزعزع التوازن الإقليمي بأكمله ، مما يجعل قطر ومصر وحتى دول الغرب يشعرون بأنهم يفقدون السيطرة على المفاوضات، وهذا يتناسب مع نظرته للتفاوض، خلق الفوضى، خلط الأوراق من جديد، ومنح نفسه ميزة السيطرة على النظام الجديد.