ترامب يثير الجدل... هل تصبح أوكرانيا أرضاً روسية في المستقبل؟

تزداد التحركات الدبلوماسية والاتصالات بين واشنطن وكييف حول تطورات الحرب في أوكرانيا، ويأتي ذلك تزمنًا مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات مثيرة بشأن مستقبل أوكرانيا في ظل النزاع المستمر مع روسيا.
أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية أن تصبح أوكرانيا "روسية في يوم من الأيام"، مطالبًا بتعويض المساعدات التي تم إرسالها إلى كييف، وذلك قبل اللقاء المرتقب بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونائب الرئيس الأمريكي جيه. دي. فانس.
أكد الرئيس الأمريكي في العاشر من فبراير أن الولايات المتحدة ترغب في الحصول على الوصول إلى الأراضي النادرة في أوكرانيا، مشيرًا إلى ضرورة تأمين الأموال التي تم دفعها نظرًا لعدم وجود ضمانات حول نتيجة الصراع، وقال ترامب: "قد يصلون إلى اتفاق، وقد لا يصلون، قد يصبحون روسًا في يوم من الأيام، وقد لا يصبحون كذلك". حسبما ذكرت إذاعة فرنسا الدولية
كما أكد الرئيس الأمريكي أن مبعوثه الخاص، كيث كيلوغ، سيزور أوكرانيا في 20 فبراير لتطوير خطة من أجل إنهاء النزاع.
التوجه نحو المفاوضات والسلام
بعد نحو ثلاث سنوات من بداية الهجوم الروسي، أعاد ترامب طرح إمكانية إيقاف "المذبحة" سريعًا، مما أثار التكهنات حول إمكانية عقد مفاوضات للسلام وأكد ترامب أنه يسعى لاستعادة الأموال المرسلة إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى مطالبته كييف بما يعادل 500 مليار دولار من الأراضي النادرة، وتابع قائلاً: "على الأقل بهذه الطريقة لا نشعر أننا أغبياء".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد صرح في الأسبوع الماضي بأن بلاده مستعدة لاستقبال "استثمارات من الشركات الأمريكية" في مجالات الأراضي النادرة، لكنه أشار إلى أن "جزءًا من مواردنا المعدنية" يقع في المناطق المحتلة.
التصعيد العسكري في دونباس
تأتي هذه التصريحات في وقت تتقدم فيه القوات الروسية في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، حيث استولت على عدة مدن، معظمها مدمرة بشكل كامل جراء شهور من القصف الروسي، كما أعلن وزير الطاقة الأوكراني، جيرمان جالوشينكو، اليوم الثلاثاء 11 فبراير، عن تعرض البنية التحتية للغاز في البلاد لهجوم روسي عنيف، وأوضح أن إمدادات الكهرباء قد تم تقييدها بهدف تقليل العواقب المحتملة على قطاع الطاقة.
الدعوات إلى السلام والضمانات الأمنية
دعا الرئيس الأوكراني زيلينسكي، مع اقتراب الذكرى الثالثة لغزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير 2022، إلى سلام حقيقي وضمانات أمنية فعّالة لبلاده، حيث تخشى كييف من أي تسوية لا تتضمن التزامات عسكرية قوية، مثل الانضمام إلى حلف الناتو أو نشر قوات حفظ السلام، معتبرة أن ذلك سيتيح للكرملين الاستعداد للهجوم المقبل.
من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه مستعد للتفاوض بشرط أن تنص الاتفاقات على تخلي أوكرانيا عن أربع مناطق في الجنوب والشرق، إضافة إلى القرم التي تم ضمها في 2014، فضلاً عن التزام كييف بعدم الانضمام إلى الناتو، وهي شروط ترفضها أوكرانيا بشدة.
وتستمر التطورات العسكرية والسياسية في الحرب الروسية على أوكرانيا في التأثير على العلاقات الدولية، حيث تتزايد الدعوات للمفاوضات والبحث عن حلول سلمية للنزاع، وفي الوقت نفسه، تتسارع الجهود الأمريكية والأوكرانية لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، مما يجعل الوضع معقدًا وحساسًا على الساحة الدولية.