دار الإفتاء تحسم الجدل حول عذاب القبر بعد سجال عدم وجوده

بعد تصاعد الجدل بين الإعلامي شريف مدكور والشيخ محمد أبو بكر، أحد علماء الأزهر، حول حقيقة عذاب القبر، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن عذاب القبر حقيقة ثابتة بالنصوص الشرعية وإجماع العلماء.
دار الإفتاء: عذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة
أكدت دار الإفتاء أن عذاب القبر من الأمور الغيبية التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ولا مجال لإنكارها.
واستشهدت بالآية الكريمة: "النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ" (غافر: 46)، موضحة أن هذه الآية تشير إلى عذاب القبر قبل يوم القيامة.
كما استدلت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، حينما مر على قبرين وقال: "إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، فأما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة". وأكدت أن الحديث يثبت وقوع العذاب في القبر بسبب أعمال الإنسان في الدنيا.
ودعت دار الإفتاء إلى ضرورة التعامل مع القضايا الدينية بحذر، وعدم إثارة الجدل حول الثوابت العقائدية دون علم، محذرة من تأثير هذه المناقشات على وعي المجتمع.
بداية الجدل.. تصريحات شريف مدكور
وأثار الإعلامي شريف مدكور النقاش عندما نشر تدوينة عبر حسابه على "فيسبوك"، قال فيها: "كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة".
واعتبر مدكور أن هذه الآية تدل على أن الحساب لا يكون في القبر بل يوم القيامة، مشيرًا إلى أنه لم يجد في القرآن الكريم أي ذكر لعذاب القبر.
كما أضاف في تصريحات لاحقة: "أنا أتكلم في الدين براحتي، ما دمت لا أكفّر أحدًا، ولا يجوز لأي شخص أن يمنعني من إبداء رأيي".
الشيخ محمد أبو بكر يرد بقوة
في المقابل، انتقد الشيخ محمد أبو بكر تصريحات مدكور، مؤكدًا أن عذاب القبر ثابت في الكتاب والسنة، ولا مجال لإنكاره. واستشهد بالآية السابقة، موضحًا أن "العرض على النار غدوًا وعشيًا يعني أن هناك عذابًا قبل يوم القيامة".
وأضاف أبو بكر أن التحدث في المسائل الدينية يحتاج إلى علم ودراسة، مشددًا على ضرورة الرجوع إلى أهل الاختصاص قبل الإدلاء بآراء قد تثير الفتنة بين الناس.
ردود فعل مواقع التواصل الاجتماعي
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي انقسامًا بين مؤيد ومعارض لتصريحات الإعلامي شريف مدكور. حيث رأى البعض أنه يدعو إلى التفكر والتدبر في النصوص الدينية، بينما اعتبر آخرون أن تصريحاته تثير الجدل حول المسلمات الدينية، مما قد يؤدي إلى لبس في المفاهيم لدى العامة.