عاجل

عميد أصول الدين: الأزهر كعبة المسلمين والعلم والإبداع أساس نهضة الأمم

جامعة الأزهر
جامعة الأزهر

أكد الدكتور نبيل زاهر، عميد كلية أصول الدين والدعوة بـ جامعة الأزهر بالمنصورة، أن الأمم لا تحقق التقدم إلا بسواعد علمائها، ولا تنهض إلا من خلال إبداعات مفكريها. وأشار إلى أن المؤتمر الدولي الثاني للكلية ليس مجرد حدث علمي، بل يعد وعدًا بالتجديد وعهدًا نحو أفق أوسع من الفهم والإبداع.

وأوضح الدكتور زاهر أن الله سبحانه وتعالى قد أعلَى من مكانة العلماء في القرآن الكريم، حيث بدأ بالشهادة لنفسه بالوحدانية، تلاه شهادة الملائكة، ثم شهادة أولي العلم من خلقه، مما يبرز عظم مكانة العلماء في الإسلام، مشيرًا إلى الآية الكريمة: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.

وأضاف عميد الكلية أن الأزهر الشريف بمصر، الذي يعد منارة للعلوم الشرعية والعربية، ظل على مدار أكثر من ألف عام مركزًا علميًا مرموقًا في العالم الإسلامي، حيث أثرى التراث الأدبي لعديد من الكتاب والمؤرخين والشعراء، وكان أبرزهم الشاعر أحمد شوقي، الذي جعل من الأزهر رمزًا عظيمًا في الثقافة الإسلامية.

وأضاف أن من حق جزيرة العرب أن تفخر بأنها مهد النور الإسلامي، والحارسة لرمزه الروحي في الكعبة المشرفة، إلا أن الفخر، في المرتبة الثانية، يعود إلى مصر، التي اقتبست هذا الضياء في بواكير ظهوره، واحتفظت بسراجه دائماً التوقد في مشكاتها العلمية الدينية: الأزهر الشريف، الذي هو اليوم أقدم جامعة في العالم إطلاقا.

الأزهر الشريف كعبة ثانية للمسلمين

وأكد أن الأزهر الشريف يعد بمثابة كعبة ثانية للمسلمين، قبلة المتفقهين في الدين، ومهوى الطلاب من أنحاء العالم، الذين يحجون إليه ليغترفوا من معين علومه ما يغذي عقولهم وأرواحهم. فبينما يولي المسلمون وجوههم شطر الكعبة في صلاتهم، فإن قلوب ملايين المؤمنين تتجه نحو الأزهر الشريف، يستنيرون برأيه، وينتظرون إشارته في المهمات والشبهات.

وبيّن أن هذا الدور المزدوج الذي يضطلع به الأزهر الشريف في تثقيف الشباب الإسلامي وقيادته الروحية للأمة الإسلامية، يفسر لماذا حظي الأزهر باهتمام ورعاية الخلفاء والملوك والرؤساء والمحسنين على مر العصور.

الأزهر سياج الإسلام في هذا الزمان

وشدد الدكتور نبيل زاهر على أن الأزهر هو سياج الإسلام في هذا الزمان، ومنه يُرجى العلاج، وهو المسؤول عن تعليم المسلمين دينهم وبث عقائدهم الصحيحة على الوجه الذي يأخذ الناس إلى النهج الواضح والصراط المستقيم، قبل أن يكون مسؤولا عن تبشير الأمم الأخرى برسالة الإسلام أو الدعوة إلى شرائعه وآدابه.

وأضاف أنه لما كان الأزهر الشريف حاملًا لواء العلوم الإسلامية أحقابًا، وناهضًا بها بنشاط وقوة حتى صار الينبوع الذي تستمد منه سائر الأقطار علمًا ورشدًا، وجب أن يكون له في الإرشاد والذب عن حياض الشريعة نصيب يفوق كل نصيب، فحري به أن يكون صوته في الدعوة إلى الخير نافذًا إلى أطراف الأرض.

وأكد أنه لا ينكر فضل الأزهر الشريف على رسالة الإسلام والثقافة الإسلامية والعربية إلا جاحد أو مغرض، معتبرًا أن فكرة هذا المؤتمر جاءت لإبراز الدور التنويري للأزهر الشريف وأثره العظيم في النهوض بمختلف العلوم الإنسانية والإسلامية والعربية، داعيًا الله أن يحفظ مصرنا الغالية وأزهرنا الشريف من كل سوء ومكروه، وتوجه بخالص الشكر وعظيم التقدير إلى فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم العدوي، مقدم هذا الحفل الكريم.

جاء ذلك خلال انعقاد مؤتمر كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة تحت عنوان: «جهود الأزهر الشريف في العلوم الشرعية والعربية والإنسانية»، بحضور الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع الوجه البحري بطنطا، ونيافة الأنبا أكسيوس، أسقف المنصورة وتوابعها، والقمص سرافيم وديع، والدكتور مصطفى عبد الكريم، نائبًا عن المفتي، والدكتور محمد بيومي، نائبًا عن وزير الأوقاف، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، والشيخ الدكتور محمد رشوان، رئيس الإدارة المركزية لقطاع المعاهد الأزهرية، والشيخ الدكتور محمد عوض، وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، والشيخ سامي عجور، مدير إدارة الوعظ بالدقهلية، والسادة عمداء كليات جامعة الأزهر وأعضاء هيئة التدريس.

تم نسخ الرابط