علي جمعة:تعدد أسماء النبي محمد ﷺ في القرآن يبرز تعظيم مكانته ومهابته

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في تصريحاته الأخيرة أن تعدد أسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، مثل "محمدًا" و"أحمد"، يعكس تعظيم مكانته العظيمة في الإسلام ويُظهر مدى مهابة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب العرب. وقد جاء ذلك ليخاطب مشاعر العرب ويعزز مفاهيم التعظيم والحب والمهابة لديهم، وفقًا لما يقدره فهمهم للغة.

وفي حديثه خلال برنامج "مع نور الدين" المذاع على قناة الناس، قال جمعة: "إن الصحابة الكرام كانوا يهابون النظر مباشرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم من شدة مهابته. وقد تمكّنت أم معبد، وهي واحدة من القلائل الذين وصفوا النبي بدقة، من تدقيق النظر فيه لأنها لم تكن تعرفه مسبقًا." وأضاف أن هذا الشعور العميق بالمهابة والتقدير هو جزء من حقيقة مكانته صلى الله عليه وسلم بين قومه ومن ثم في التاريخ الإسلامي.

تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ليس بدعة

وأوضح علي جمعة أن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ليس بدعة أو أمراً مستحدثًا، بل هو أمر أكدته نصوص الشرع، مشيرًا إلى أن الله تعالى قد عظّمه عندما قرن اسمه مع اسم الله سبحانه وتعالى على قوائم العرش. وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معترفًا به في قومه قبل البعثة بلقب "الصادق الأمين"، وهو ما يعكس كمال خلقه ونبل شخصيته، الأمر الذي جعله محل احترام وتقدير من الجميع.

وبعد نزول الوحي، أشار جمعة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم انتقل إلى مقام الربانية، حيث شُق صدره الشريف ثلاث مرات وطُهر قلبه وملئ بالحكمة، كما نُزع منه حظ الشيطان، في دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أُرسل ليكون "رحمة للعالمين"، وهو ما يدل على أن أفعاله وأقواله كانت معصومة عن أي تأثير شيطاني أو ميل سيئ.

مكانة النبي محمد ﷺ في الإسلام

وأكد الدكتور علي جمعة أن فهم هذه المعاني العظيمة حول شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته من الواجبات الأساسية على المسلمين، لأن ذلك يمثل جوهر الإيمان والإحساس العميق بعظمة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو محور التعظيم الذي أمرنا الشرع الإسلامي به. كما أشار إلى أن معرفة هذه الحقائق تساهم في تعزيز الحب والتقدير للنبي الكريم في قلوب المسلمين وتأكيد مكانته السامية في دينهم وحياتهم اليومية.

خلاصة

• تعدد أسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم يدل على تعظيم مكانته بين العرب والمسلمين.
• تعظيم النبي ليس بدعة بل هو أمر ثابت في الشرع، ويعكس مكانته الرفيعة التي أكدها الله سبحانه وتعالى.
• معرفة مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وفهم سيرته أمر ضروري للمسلمين لتعزيز إيمانهم.

من المهم للمسلمين أن يحرصوا على تعلم سيرته وتدبر معانيها العميقة لزيادة محبته وتعظيمه في قلوبهم، وذلك من خلال دراسة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والاعتراف بمقام النبي صلى الله عليه وسلم كأفضل البشر وأعظم المرسلين.