عاجل

ما حكم صبغ الشعر للنساء في الإسلام؟ وهل يعتبر تغييرا في خلق الله ؟ دار الإفتاء

صبغ الشعر
صبغ الشعر

يعتبر صبغ الشعر من الموضوعات التي تثير تساؤلات كثيرة في المجتمع الإسلامي، خاصةً في ظل تزايد الإقبال عليه كوسيلة تجميلية تحاول فيها النساء والرجال إخفاء الشيب أو تغيير مظهرهم. وبينما يرى البعض أن صبغ الشعر يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي، تباينت الآراء الفقهية حول حكم صبغ الشعر. في هذا التقرير، نوضح حكم صبغ الشعر في الإسلام، مع الاستناد إلى الآراء الشرعية والأدلة التي جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

الرأي الفقهي في صبغ الشعر

بدايةً، يعتبر صبغ الشعر أمرًا مشروعًا في الإسلام إذا كان الهدف منه تحسين المظهر أو إخفاء الشيب، ولكن مع وجود بعض الضوابط الشرعية التي يجب مراعاتها.
1. صبغ الشعر لإخفاء الشيب: أجمعت أغلب آراء الفقهاء على أن صبغ الشعر لإخفاء الشيب لا حرج فيه. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم” (رواه مسلم). من هذا الحديث، يمكن أن نستنتج أن صبغ الشعر كان أمرًا مأذونًا به في الإسلام، بل يُستحب إذا كان لتغيير مظهر الشخص أو لإخفاء آثار الشيخوخة مثل الشيب. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم نفسه يصبغ شعره، كما ورد عن الصحابي الجليل أبو هريرة.
2. صبغ الشعر بمواد محرمة: يختلف الحكم عندما يتعلق الأمر باستخدام مواد غير مشروعة في صبغ الشعر، مثل المواد التي تحتوي على مكونات محظورة، أو التي تشبه شعائر الكفار. على سبيل المثال، إذا كانت المواد المستخدمة في الصبغ تحتوي على مكونات غير طاهرة أو مواد خبيثة، فيُعد الصبغ حرامًا.
3. صبغ الشعر بألوان غير لائقة: في بعض الأحيان، قد يختلف الحكم الشرعي إذا كان صبغ الشعر بلونٍ غير لائق يتعارض مع القيم الإسلامية. على سبيل المثال، إذا تم صبغ الشعر بلون غير طبيعي أو فاقع يتنافى مع المظهر الذي يجب أن يظهر به المسلم، فقد يراه البعض مخالفًا للآداب العامة، ويمكن أن يُعتبر تصرفًا غير مناسب.

أدلة من القرآن والسنة

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تتعلق بصبغ الشعر. فقد روى الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بالحناء والكتم” (رواه مسلم). وهذا يدل على أن صبغ الشعر كان من الأمور المستحسنة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يستخدم مواد طبيعية كالحناء والكتم.

كما ورد في الحديث الصحيح: “خالفوا اليهود، فإنهم لا يصبغون” (رواه مسلم)، مما يعكس أن صبغ الشعر يُعتبر من أعمال التمييز التي يمكن أن تميز المسلم عن غيره في بعض الأحيان.

رأي دار الإفتاء

وقد أوضح دار الإفتاء في مصر أن صبغ الشعر ليس حرامًا إذا تم باستخدام مواد مشروعة وطاهرة. وأكدت أن الإسلام لا يمنع استخدام صبغات الشعر التي تتماشى مع آداب الدين الإسلامي، بشرط ألا تحتوي على مواد محرمة. كما نبهت إلى أهمية احترام المسلم لشرائع الدين في مظهره، وألا يكون التغيير في الشعر سببًا في التفاخر أو في نشر الفتنة.

وبناءا على ذلك:

إن صبغ الشعر ليس حرامًا في الإسلام، ولكن يجب على المسلم مراعاة الضوابط الشرعية. يجوز للمسلم صبغ شعره إذا كان بهدف إخفاء الشيب أو لتحسين مظهره، ولكن من المهم استخدام مواد مشروعة وطاهرة، وتجنب الألوان أو المواد التي قد تؤدي إلى مخالفة القيم الإسلامية أو التفاخر.

تم نسخ الرابط