"انتصرنا دبلوماسيًا".. باكستان تتخذ خطوات هامة لتخفيف التوتر مع الهند
في خطوة غير معلنة من قبل الحكومة الباكستانية، أعلن جاسم تقي، رئيس معهد الباب للدراسات الاستراتيجية من إسلام أباد، أن باكستان اتخذت إجراءات تهدف إلى تخفيف حدة التوتر مع الهند، مشيرًا إلى أنها طرحت فكرة الوساطة من قبل جهات محايدة للتوصل إلى حل وسط للأزمة القائمة بين البلدين. وأضاف تقي أن هذا يعد "تنازلاً كبيرًا" من جانب باكستان.
انتزاع اعتراف دولي
خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي همام مجاهد عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أكد تقي أن باكستان حققت اليوم انتصارًا دبلوماسيًا غير مسبوق. فقد تمكنت من إقناع مجلس الأمن الدولي بوضع كشمير على جدول أعماله كمنطقة متنازع عليها، حيث وافق المجلس بالإجماع على هذا الموقف، هذه الخطوة تأتي في وقت تعلن فيه الهند أن كشمير أصبحت جزءًا لا يتجزأ من أراضيها بعد أن أقر البرلمان الهندي بذلك.
وقال تقي إن هذا التطور يشكل نقطة تحول هامة في صراع طويل الأمد بين الهند وباكستان حول منطقة كشمير، ويعكس الدور المتزايد لباكستان في تسليط الضوء على هذه القضية في المحافل الدولية.
الحوار بين الهند وباكستان
وأضاف تقي أن على الهند الآن أن تجلس مع باكستان، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، للتوصل إلى تسوية سلمية، ولو من وراء الكواليس، مشيرًا إلى أن حدة التصريحات الهندية الأخيرة ناتجة عن الظروف الانتخابية التي تمر بها الهند، وليس استهدافًا مباشرًا لباكستان، موضحًا أن الانتخابات الهندية هي السبب الرئيسي وراء تصاعد الخطاب العدائي في الفترة الأخيرة.
وأكد تقي أن الهند تظل "الدولة الدبلوماسية الوحيدة في جنوب آسيا"، وأنها تتحمل مسؤولية كبيرة في تحقيق الاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أنه رغم هذه التوترات، فإن المجال لا يزال مفتوحًا أمام الحلول السلمية إذا تم التوصل إلى تفاهمات بين الجانبين.
التحديات المستقبلية
على الرغم من هذه الانتصارات الدبلوماسية، تبقى التحديات قائمة أمام باكستان والهند في سبيل التوصل إلى حل دائم للأزمة. ويعد التوصل إلى تسوية سلمية بين الدولتين أمرًا ضروريًا لضمان الاستقرار في منطقة جنوب آسيا التي تشهد توترات متواصلة، في هذا السياق، يبقى دور المجتمع الدولي محوريًا في دعم أي جهود تسعى إلى تهدئة الأوضاع بين الهند وباكستان، وتوفير بيئة مناسبة للتفاوض بين الجانبين.
وفي الوقت الذي تسعى فيه باكستان لاحتواء التصعيد مع الهند، يترقب العالم نتائج هذه الجهود الدبلوماسية التي قد تشكل بداية لتغيير في مسار الأزمة التي دامت لعقود.
