عاجل

«مخاطر عالية».. بريطانيا قد تتخلى عن خططها لإرسال آلاف الجنود إلى أوكرانيا

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

رغم الدعم الكبير الذي تُظهره للرئيس فولوديمير زيلينسكي، يبدو أن بريطانيا قد تتخلى عن خططها لإرسال آلاف الجنود إلى أوكرانيا لأن المخاطر «عالية للغاية»، بحسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية؛ التي أشارت إلى أن بريطانيا وأوروبا لن تدفعا بقوة برية تحرس المدن الرئيسية والموانئ ومحطات الطاقة النووية لتأمين السلام.

ووفق التقرير، يأمل البعض أن يؤدي هذا التغيير في الدعم العسكري لأوكرانيا إلى دفع موسكو إلى تحريك خطوطها الحمراء للتوصل إلى اتفاق سلام. 

بدلًا من ذلك، فإن التركيز في الالتزام الأمني ​​تجاه أوكرانيا سيكون على إعادة تشكيل وإعادة تسليح جيش كييف، مع توفير الحماية من الجو والبحر. حيث سيتم إرسال مدربين عسكريين بريطانيين وفرنسيين إلى غرب أوكرانيا، ما من شأنه الوفاء بالتزام بنشر عسكريين، إلا أنهم لن يكونوا بالقرب من خطوط المواجهة، أو يحرسوا منشآت رئيسية، أو يتواجدوا هناك لحماية القوات الأوكرانية.

فقط، ستحمي الطائرات الغربية المجال الجوي الأوكراني وتوفر غطاءً جويًا لقواتها على الأرض، بينما ستلعب تركيًا دورًا بحريًا، كما سيستمر تدفق الأسلحة من المملكة المتحدة وأوروبا، ما سيعزز موقف أوكرانيا في حال انتهاك روسيا لشروط أي اتفاق، وفق الصحيفة.

مخاوف غربية

تنقل The Times عن مصدر مشارك في مناقشات «تحالف الراغبين»، إن المخاطر مرتفعة للغاية والقوات الأوروبية غير كافية لمثل هذه المهمة.

ولفتت الصحيفة إلى أن عملية «إنترفلكس»، وهي مهمة تدريب القوات الأوكرانية في بريطانيا، ستنتهي في المملكة المتحدة بنهاية العام، وسينتقل التدريب إلى موقع قرب «لفيف»، الواقعة غرب أوكرانيا.

ولكن هناك مخاوف في أوكرانيا من أن أي قوة تدريب ستنسحب عند أول بادرة للمتاعب، كما فعلت بريطانيا في الأيام التي سبقت الحرب في فبراير 2022.

وأضاف المصدر، في معرض حديثه عن خطط تشكيل قوة تضم عشرات الآلاف من القوات البرية: «لطالما كانت هذه هي فكرة المملكة المتحدة. أما فرنسا، فكانت ترغب في نهج أكثر قوة»؛ مشيرا إلى أن «المدربين يطمئنون بوجودهم لكنهم ليسوا قوة ردع أو حماية»، مضيفًا أن خطر الانخراط في حرب أوسع نطاقًا في حال انهيار وقف إطلاق النار كان مرتفعا للغاية.

ويخشى البعض أن تؤثر الحاجة إلى نشر قوة ضخمة في مختلف أنحاء كييف على التزام بريطانيا وأوروبا بالجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي. بينما تستمر الجهود الدبلوماسية في محاولة إقناع جميع الأطراف بالموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار، في ظل التهديد الوشيك من جانب الولايات المتحدة بأنها قد تستسلم إذا لم تتحرك أوكرانيا عن موقفها الحالي.

ووفق الصحيفة البريطانية، هناك اعتقاد بأن المسؤولين البريطانيين والفرنسيين يحاولون إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالموافقة على لقاء مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، غدًا السبت، بعد جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان، في محاولة لتخفيف التوترات وتحقيق بعض التقدم في التوصل إلى اتفاق.

ونقل التقرير عن مصدر دبلوماسي بريطاني وجود «فرصة واضحة» لإجراء مناقشات بعد الجنازة في روما.

أيضا، من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش جنازة بابا الكاثوليك.

خطوط موسكو الحمراء

كان مسؤولون غربيون صرحوا سابقًا بأن المناقشات ستشمل قوات لحماية المدن الرئيسية والموانئ والبنية التحتية الوطنية الحيوية، وقوة يصل قوامها إلى 30 ألف جندي. وستدعم هذه القوات طائرات تجوب سماء أوكرانيا، بالإضافة إلى معدات مراقبة مثل الطائرات المسيرة.

لكن، لا يعتقد المسؤولون الغربيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون مستعدًا لقبول قوة حفظ سلام أحادية الجانب على الأرض في أوكرانيا، لكن من المفهوم أن الضمانات الأمنية والأراضي هما المجالان الرئيسيان للتفاوض مع روسيا.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصدر دبلوماسي: "سنغير موقفنا، لكننا نريد من موسكو أن تكسر خطوطها الحمراء"؛ حيث أصرت المملكة المتحدة في المحادثات التي جرت الأربعاء الماضي، في لندن على ضرورة أن تتمكن بريطانيا وأوروبا من إعادة تسليح أوكرانيا كجزء من ضماناتها الأمنية.

وأضاف المصدر: «مشكلتنا الآن هي محاولة إيجاد منطقة تهدئة لا تضطر فيها أوكرانيا إلى تجاوز جميع الخطوط الحمراء». وقارن هجمات ترامب على زيلينسكي بنهجه الأكثر ليونة تجاه بوتين، الذي بدأ الحرب «يجب تكثيف الضغوط على روسيا».

 

تم نسخ الرابط