ترامب يوبّخ بوتين بعد قصف كييف ويواصل الضغط على أوكرانيا للقبول بتنازلات

في موقف نادر، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادًا مباشرًا لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد القصف الروسي العنيف على العاصمة الأوكرانية كييف، الذي أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 90 آخرين، واصفًا التوقيت بـ"السيئ للغاية"، ومع ذلك، لم يعلن ترامب عن أي خطوات عقابية، مكتفيًا بتصريحات عامة حول "وضع ضغوط كبيرة" على الطرفين لإنهاء الحرب.

وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال": "فلاديمير، توقف! هذا غير ضروري، وفي توقيت سيئ جدًا."

تأجيل الرد حتى التفاوض

وخلال ظهوره في البيت الأبيض بجانب رئيس وزراء النرويج، قال ترامب إنه سيمنح جهود الوساطة أسبوعًا آخر قبل اتخاذ إجراءات، مضيفًا: "لا ولاء لي إلا لإنقاذ الأرواح." كما كشف أن مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، سيزور موسكو لإجراء محادثات مع بوتين.

تصاعد الضغوط على أوكرانيا

الهجوم الروسي يأتي في ظل ضغوط متزايدة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقبول بحلول سياسية تتضمن تقديم تنازلات إقليمية، خاصة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014. ترامب كان قد صرّح مؤخرًا أن النزاع حول القرم "انتهى منذ سنوات" وأنه "ليس محل نقاش حاليًا".

نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أوضح في تصريحات صحفية أن رؤية واشنطن للحل تشمل "تجميد خطوط التماس الإقليمية الحالية"، مشيرًا إلى ضرورة تقديم كل من موسكو وكييف تنازلات.

زيلينسكي: نحن من يتعرض للهجوم

وردًا على الهجوم، قال زيلينسكي – خلال زيارته إلى جنوب أفريقيا – إن الاستعداد الأوكراني للتفاوض بحد ذاته "تنازل كبير"، مؤكدًا أن "وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى"، وأنه "إذا كانت روسيا جادة، فعليها وقف القصف فورًا." وأضاف: "نحن من يُقتل، نحن من يُقصف، وليس أي طرف آخر."

وقد اضطر زيلينسكي إلى اختصار زيارته والعودة إلى بلاده في أعقاب الهجوم.

توتر في العلاقة بين ترامب وزيلينسكي

العلاقات بين ترامب وزيلينسكي شهدت توترًا متزايدًا هذا الأسبوع، إذ اتهم ترامب نظيره الأوكراني بأنه يُطيل أمد الحرب برفضه شروط السلام الأمريكية، في حين ترى كييف أن أي اعتراف بسيادة روسيا على أراضٍ أوكرانية سيكون مخالفة للقانون الدولي.

تحركات دولية في أفريقيا

زيارة زيلينسكي لجنوب أفريقيا عكست تحسنًا ملحوظًا في العلاقات مع القارة السمراء، إذ أكد الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا أن بلاده ملتزمة بلعب دور الوسيط بين الطرفين. وقال رامافوزا إنه تحدث بالفعل مع كل من بوتين وترامب حول ضرورة إنهاء النزاع.

ويأتي هذا بينما تسعى أوكرانيا إلى تنويع علاقاتها الدولية بعد التراجع الملحوظ في دعمها من واشنطن منذ إعادة انتخاب ترامب.