تجميد خطوط التماس والاعتراف الضمني بسيطرة روسيا على القرم
مليون أوكراني مهدد بالترحيل.. كيف تبدو أوكرانيا في اتفاق سلام اقترحه ترامب؟

طرحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقترحًا لوقف الحرب في أوكرانيا يشمل "تجميد خطوط التماس" على الأرض وتغيير وضع شبه جزيرة القرم، وهو ما أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والدبلوماسية، وسط تحذيرات من أن الخطة تصب في مصلحة موسكو وتُضعف الموقف الأوكراني.
ووفقًا لنائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، فإن الخطة تتضمن احتفاظ الطرفين بالمناطق التي يسيطران عليها حاليًا، ما يعني عمليًا تثبيت السيطرة الروسية على مناطق شاسعة من الشرق والجنوب الأوكراني.
كييف ترفض الاعتراف بالاحتلال
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن دستور بلاده ينص بوضوح على أن القرم جزء لا يتجزأ من الأراضي الأوكرانية، رافضًا أي مقترح يقضي بالاعتراف القانوني أو الواقعي بسيطرة روسيا عليها، ورد ترامب بانتقاد مباشر لزيلينسكي، متهمًا إياه بـ"تعقيد جهود السلام".
وقال فانس إن أوكرانيا وروسيا "ستضطران إلى التنازل عن بعض الأراضي التي تسيطران عليها"، وهو ما اعتُبر من قبل محللين خطوة نحو شرعنة الاحتلال الروسي بحكم الأمر الواقع.
تهديد أمريكي بالانسحاب من الوساطة
حذّرت إدارة ترامب من أنها قد "تتخلى عن جهود الوساطة" في حال لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق قريبًا، مؤكدة أن موسكو وافقت مبدئيًا على المقترح، فيما رفضته كييف. ويتضمن العرض أيضًا بنودًا تتعلق بمنع انضمام أوكرانيا لحلف الناتو وتخفيف العقوبات المفروضة على روسيا.
ويُعتقد أن هذه البنود صُممت لتكون مقبولة لموسكو، لكنها تمثّل ضربة كبيرة للطموحات الأوكرانية باستعادة الأراضي التي فقدتها منذ 2014.
القرم في قلب الخلاف
في حين لا يشترط المقترح اعترافًا رسميًا أو دستوريًا من أوكرانيا بسيادة روسيا على القرم، إلا أنه قد يُمهّد لوضع قانوني رمادي يسمح لروسيا بفرض سيطرتها عمليًا. ويخشى مراقبون أن يشجع ذلك موسكو على تثبيت مكاسبها العسكرية عبر الدبلوماسية، كما حدث في فترات تهدئة سابقة منذ 2014.
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أكد أن بلاده تشترط انسحاب أوكرانيا من جميع المناطق التي تدّعي روسيا ضمها، بما في ذلك دونيتسك ولوهانسك وزابوريجيا وخيرسون.
تداعيات إنسانية خطيرة
قال يوري بوييتشكو، مدير منظمة "أمل لأوكرانيا"، إن نحو مليون مواطن أوكراني يقطنون حاليًا في المناطق التي يُقترح تسليمها بحكم الواقع لروسيا، مشيرًا إلى أن المدنيين الرافضين للحكم الروسي سيضطرون إلى "الترحيل الذاتي" وترك منازلهم ومصادر رزقهم.
وحذرت أولجا أوليكر، مديرة برنامج أوروبا وآسيا الوسطى في "مجموعة الأزمات الدولية"، من أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يعني بقاء الطرفين على خطوط المواجهة الحالية، مع احتمال حدوث "مقايضات" لاحقًا لتحسين الدفاعات، لكنها شددت على أن رفض أوكرانيا للاتفاق يُبقيها خارج أي التزام قانوني.