عاجل

مرض السكري من النوع الثاني.. أسبابه وأعراضه وعلاجه

مرض السكري
مرض السكري

يعد مرض السكري من النوع الثاني من الأمراض المزمنة المنتشرة في جميع أنحاء العالم، ويؤثر بشكل كبير على الصحة العامة للفرد، بالإضافة إلى تأثيره الاقتصادي والاجتماعي، حيث يعتبر السكري من النوع الثاني من الأمراض التي تتطلب اهتمامًا دائمًا واتباع نمط حياة صحي للحد من مضاعفاته. 

كما يعد مرض السكري من النوع الثاني من الأمراض المزمنة التي يمكن السيطرة عليها بشكل فعال إذا تم اتباع العلاج المناسب، من خلال التغييرات في نمط الحياة، تناول الأدوية بانتظام، والمتابعة الطبية المستمرة، يمكن للأشخاص المصابين بالسكري الحفاظ على حياتهم الصحية والوقاية من المضاعفات، لذا، فإن الوقاية من مرض السكري أو التحكم فيه يتطلب جهدًا مستمرًا من الفرد والمجتمع بأسره.

مرض السكري من النوع الثاني.. أسبابه وأعراضه وعلاجه

في هذا التقرير، سنستعرض ما هو مرض السكري من النوع الثاني، أسبابه، أعراضه، علاجاته المختلفة، والوقاية منه.

ما هو مرض السكري من النوع الثاني؟

مرض السكري من النوع الثاني هو اضطراب مزمن يؤثر على كيفية استخدام الجسم للجلوكوز (السكر) في الدم. 

وفي الحالة الطبيعية، يحتاج الجسم إلى هرمون الأنسولين لمساعدة الخلايا على امتصاص الجلوكوز من الدم. لكن في مرض السكري من النوع الثاني، إما أن الجسم لا ينتج كمية كافية من الأنسولين أو أن الخلايا تصبح مقاومة لتأثيراته، مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة إذا لم يتم التحكم فيه بشكل مناسب.

أسباب مرض السكري من النوع الثاني

توجد عدة عوامل تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهي تشمل:

العوامل الوراثية: يعتبر التاريخ العائلي عاملًا مهمًا في الإصابة بالسكري من النوع الثاني. إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بهذا المرض، فإن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة به.

السمنة: يعد الوزن الزائد أو السمنة من العوامل الرئيسية في تطور مرض السكري من النوع الثاني، حيث يؤدي تراكم الدهون إلى زيادة مقاومة الجسم للأنسولين.

نمط الحياة غير الصحي: قلة النشاط البدني، والنظام الغذائي غير المتوازن، واستهلاك الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون يمكن أن تساهم في الإصابة بالسكري.

العمر: تزداد احتمالية الإصابة بمرض السكري مع التقدم في العمر، خاصة بعد سن الأربعين.

ارتفاع ضغط الدم: الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

السكري أثناء الحمل: النساء اللواتي أصبن بسكري الحمل يكن أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني في المستقبل.

أعراض مرض السكري من النوع الثاني

لا يظهر مرض السكري من النوع الثاني دائمًا أعراضًا واضحة في مراحله المبكرة، ولكن مع مرور الوقت قد تظهر بعض الأعراض التي تشمل:

زيادة العطش والتبول: الشعور المستمر بالعطش والتبول المتكرر هو أحد الأعراض الشائعة لمرض السكري.

الإرهاق: يشعر الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الثاني بالتعب المستمر نتيجة عدم قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز بشكل فعال.

رؤية ضبابية: ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم قد يؤثر على صحة العين ويؤدي إلى الرؤية الضبابية.

بطء التئام الجروح: يواجه الأشخاص المصابون بالسكري صعوبة في التئام الجروح والخدوش.

فقدان الوزن غير المبرر: على الرغم من زيادة الشهية في بعض الأحيان، قد يحدث فقدان مفاجئ للوزن لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني.

تنميل أو وخز في الأطراف: قد يشعر المريض بتنميل أو شعور بالوخز في اليدين أو القدمين نتيجة تأثير السكري على الأعصاب.

علاج مرض السكري من النوع الثاني

لا يوجد علاج شافٍ لمرض السكري من النوع الثاني، لكن يمكن السيطرة على المرض بشكل فعال من خلال تغييرات في نمط الحياة، الأدوية، والمتابعة الطبية المنتظمة. وفيما يلي بعض أساليب العلاج المتبعة:

التغييرات في نمط الحياة

  • النظام الغذائي: يعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن من أهم عوامل التحكم في مرض السكري. يجب تقليل تناول السكريات والدهون المشبعة، وزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات، بالإضافة إلى تناول البروتينات الصحية مثل الأسماك واللحوم الخالية من الدهون.
  • النشاط البدني: يساعد ممارسة الرياضة بانتظام على تحسين استجابة الجسم للأنسولين وخفض مستويات السكر في الدم. يوصى بممارسة النشاط البدني المعتدل مثل المشي أو السباحة لمدة 30 دقيقة على الأقل خمس مرات في الأسبوع.
  • فقدان الوزن: إن فقدان الوزن الزائد يمكن أن يساعد في تحسين التحكم في مستوى السكر في الدم. دراسة علمية أظهرت أن فقدان 5-10% من الوزن يمكن أن يؤدي إلى تحسين كبير في مستوى السكر لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني.

الأدوية: عندما لا تكفي التغييرات في نمط الحياة للسيطرة على مستويات السكر في الدم، قد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية. هناك عدة أنواع من الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، ومنها:

  • الأدوية الخافضة للسكر: مثل الميتفورمين (Metformin) الذي يقلل من إنتاج الجلوكوز في الكبد ويساعد الجسم على استخدام الأنسولين بشكل أفضل.
  • الأدوية المنشطة للأنسولين: مثل السلفونيل يوريا (Sulfonylureas)، التي تساعد الجسم على إفراز المزيد من الأنسولين.
  • أدوية تثبيط امتصاص الجلوكوز: مثل مثبطات ألفا-غلوكوزيداز (Alpha-glucosidase inhibitors) التي تمنع امتصاص الجلوكوز من الأمعاء.
  • الأنسولين: في بعض الحالات المتقدمة من مرض السكري، قد يحتاج المرضى إلى حقن الأنسولين لتعويض نقص الأنسولين في الجسم.

المتابعة والرعاية الطبية

  • من المهم أن يخضع الأشخاص المصابون بالسكري لمتابعة طبية دورية تشمل فحوصات السكر في الدم، وفحص العينين، والكلى، والأعصاب، بالإضافة إلى مراقبة ضغط الدم والكوليسترول. تساعد هذه الفحوصات على اكتشاف أي مضاعفات في مراحل مبكرة.

التثقيف والتعليم

  • يعتبر التعليم حول مرض السكري من الأمور الحيوية في عملية العلاج. يجب أن يكون المرضى على دراية بكيفية إدارة مرضهم من خلال تغيير نمط الحياة، استخدام الأدوية بشكل صحيح، وتفادي المضاعفات المحتملة.

مضاعفات مرض السكري من النوع الثاني

في حالة عدم التحكم في مرض السكري بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي إلى العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة، مثل:

  1. مشاكل القلب: يزيد السكري من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
  2. فشل الكلى: يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تدمير الكلى مع مرور الوقت.
  3. مشاكل العيون: قد يؤدي السكري إلى أمراض العيون مثل اعتلال الشبكية، مما قد يؤدي إلى العمى.
  4. تلف الأعصاب: السكري يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي)، مما يؤدي إلى تنميل أو شعور بالوخز.
  5. مشاكل القدم: قد يؤدي السكري إلى مشاكل في القدمين بسبب تلف الأعصاب وتقليل تدفق الدم، مما يزيد من خطر العدوى.

الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني

لحسن الحظ، يمكن الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني أو تأخير تطوره من خلال اتخاذ خطوات صحية، مثل:

  1. الحفاظ على وزن صحي.
  2. ممارسة النشاط البدني بانتظام.
  3. تناول نظام غذائي متوازن.
  4. الحفاظ على مستويات ضغط الدم والكوليسترول في مستويات صحية.
تم نسخ الرابط