عاجل

من الامتناع إلى الانتعاش.. ماذا يحدث لجسمك عندما تتوقف عن السكر لمدة شهر؟

السكر
السكر

في زمنٍ يسيطر فيه السكر على تفاصيل حياتنا الغذائية، بدءًا من وجبة الإفطار وحتى الوجبات الخفيفة والحلويات اليومية، قررت الكاتبة "رادي ديفلوكيا" خوض تجربة مختلفة تمامًا، والابتعاد عن تناول السكر لمدة ثلاثين يومًا. تجربة وثّقتها بتفاصيل دقيقة ونشرتها عبر منصة Hindustan Times، لتكشف عن رحلة جسدية وعقلية مثيرة، حافلة بالتحديات والمفاجآت.

 أعراض انسحاب قاسية

تبدأ رادي حديثها عن تجربتها بالتأكيد على صعوبة البداية. فاليوم الأول كان مليئًا بالمتاعب الجسدية والنفسية، حيث واجهت صداعًا حادًا، وانخفاضًا ملحوظًا في مستوى الطاقة، وشعورًا بالتوتر والقلق. تقول: "كان الأمر أشبه بالفطام، ولكن هذه المرة عن السكر". هذه الأعراض، المعروفة باسم "انسحاب السكر"، تُعد دليلاً على مدى إدمان الجسم لهذه المادة البيضاء التي تسللت إلى تفاصيل حياتنا دون أن نشعر.

المفاجأة الأولى على سطح الجلد

رغم صعوبة البداية، لم تستغرق رادي وقتًا طويلًا لملاحظة أولى بوادر التغيير الإيجابي. فبحلول اليوم الثالث، بدأت بشرتها تتحسن بشكل ملحوظ، حيث اختفت النتوءات الصغيرة التي لطالما ظهرت على جبهتها، واكتسبت بشرتها مظهرًا أكثر إشراقًا وصفاءً. "كنت أنظر في المرآة وأشعر أنني أرى بشرة جديدة"، هكذا وصفت اللحظة التي شعرت فيها لأول مرة بأن قرار الامتناع عن السكر كان صائبًا.

 الحواس تستعيد توازنها

بحلول نهاية الأسبوع الأول، بدأت رادي تلاحظ أن ذوقها في الطعام قد تغيّر. الأطعمة التي كانت تحبها من قبل – مثل الوجبات المعالجة والمملحة بشدة – أصبحت غير جذابة. وتقول: "براعم التذوق لديّ توقفت عن الإفراط في الاستجابة"، مشيرة إلى أن الأطعمة الطبيعية مثل التوت أصبحت تُشعرها بسعادة حقيقية، وكأنها تتذوق الحلوى لأول مرة.

 صفاء الذهن ووضوح التركيز

مع مرور الأسبوع الثاني، بدأت الأعراض الذهنية في التحسن. فقد اختفى ما وصفته بـ "ضبابية الدماغ"، وأصبحت أكثر تركيزًا في عملها وأنشطتها اليومية. هذا التغيير المفاجئ في الأداء العقلي يعكس علاقة السكر بحالة الدماغ والذاكرة والمزاج.

تحسّن في صحة الفم

بين الأسبوع الثالث والرابع، لاحظت الكاتبة أن أسنانها أصبحت أقل حساسية. وهو تطور جديد يؤكد التأثير الإيجابي للامتناع عن السكر على صحة الفم والأسنان، لا سيما أن السكر معروف بدوره في تسوس الأسنان وزيادة التهابات اللثة.

صباحات مشرقة بلا خمول

مع دخول الأسبوع الرابع، وصلت رادي إلى نقطة التحول الأهم في تجربتها. لم تعد تستيقظ مرهقة أو تشعر بالخمول الصباحي، بل كانت تبدأ يومها بطاقة ونشاط غير معتادين. تقول: "كان الشعور كما لو أن جسدي أعاد ضبط نفسه، وأصبح يعمل بطريقة أكثر اتزانًا".

لماذا يُعد السكر بهذا السوء؟

الإقلاع عن السكر قد يبدو قرارًا بسيطًا، لكنه في الحقيقة مواجهة مباشرة مع مادة غذائية تُعد، بحسب مؤسسات طبية كبرى، من الأسباب الرئيسية للأمراض المزمنة. ووفقًا لما نشرته Harvard Health Publishing، فإن الإفراط في تناول السكر يُسهم في رفع ضغط الدم، وزيادة مستويات الالتهاب المزمن، ويؤثر سلبًا على نظام الشهية، مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن.

كما أن المشروبات السكرية، تحديدًا، لا توفر الإحساس بالشبع مقارنة بالأطعمة الصلبة، مما يجعل استهلاك السعرات الحرارية منها غير واعٍ وغير مضبوط

ليس مجرد "رجيم" بل تغيير جذري في نمط الحياة

تُثبت تجربة رادي أن الامتناع عن السكر ليس فقط وسيلة لفقدان الوزن أو تجميل البشرة، بل هو مسار تحولي يمس الجهاز العصبي، والهضمي، والمناعي، والمزاجي. وعلى الرغم من أن الطريق يبدأ بأعراض انسحابية مزعجة، فإن نتائجه قد تكون أكثر إبهارًا مما يتوقعه الإنسان.

هل تجرؤ على خوض هذه الرحلة؟ ثلاثون يومًا قد تكون كافية لاكتشاف نسخة جديدة وأكثر حيوية من نفسك.

تم نسخ الرابط