دار الإفتاء تحسم الجدل حول مسح الوجه بعد الدعاء

تعددت الآراء الفقهية حول حكم مسح الوجه باليدين بعد الدعاء، وهو موضوع طالما شغل بال الكثير من المسلمين، وخصوصًا في الأوقات التي يكثر فيها الدعاء، مثل الصلوات وأيام العبادة.
بين الجواز والكراهية
وأفادت دار الإفتاء، في بيان رسمي لها، أن مسألة مسح الوجه بعد الدعاء تعتبر من الأمور التي اختلف العلماء فيها بين الجواز والكراهة؛ حيث اعتبر بعض العلماء أن هذا الفعل من السنن المستحبة، مستندين إلى بعض الأحاديث التي تشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه أثناء الدعاء ثم يمسح بهما وجهه، وهو ما رآه بعض الفقهاء تأكيدًا على استحباب هذه السنة في الدعاء.
رأي مخالف
وفي المقابل، يرى علماء آخرون أن مسح الوجه بعد الدعاء ليس من السنن الثابتة، وأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم بشكل صريح أنه كان يفعل ذلك في جميع الأحيان، بل يمكن أن يكون هذا الفعل من قبيل العادات التي قد تختلف من شخص لآخر. بناءً على ذلك، لا يراه البعض جزءًا من عبادة الدعاء، بل ربما يكون مجرد فعل من الأفعال المرتبطة بالعادات.
يجوز شرعًا
وحسمت دار الإفتاء هذا الجدال، حيث أكدت أنه في حال تم مسح الوجه بعد الدعاء بنية التواضع أو الخشوع، فلا مانع من ذلك من الناحية الشرعية، بشرط أن يكون هذا الفعل غير مرتبط بأي نوع من التبجيل أو الاعتقاد الخاطئ، أو أن يتم فهمه على أنه جزء لا يتجزأ من العبادة. وأضافت أن المسلم يجب أن يحرص على إتمام الدعاء بخشوع مع إيمان قوي بالله، دون أن يتشتت في التفاصيل الفرعية مثل مسح الوجه بعد الدعاء.
مسألة اجتهادية
وبينت دار الإفتاء أن بعض الفقهاء اعتبروا أن هذه المسألة تقع ضمن المسائل الاجتهادية التي يمكن أن يختلف فيها العلماء بناءً على التفسير الشخصي، ولا يجب أن تُستخدم كذريعة للجدل أو الاختلاف بين المسلمين.
ولفتت دار الإفتاء إلى أن ما يهم في الدعاء، هو الصدق في التوجه إلى الله والإلحاح في الدعاء والتضرع إليه، لأن هذه هي جوهر العبادة، وليست الأفعال التفصيلية التي قد تختلف من مذهب لآخر. وبينت أن المسلم يجب أن يركز في عباديته وتوجهه إلى الله دون الانشغال بالممارسات التفصيلية التي قد تشتت الذهن وتؤثر في روح الدعاء.