عاجل

قصة موسى والسحر في القرآن الكريم.. انتصار المعجزة على الوهم

قصة موسى والسحرة
قصة موسى والسحرة

تُعدّ قصة النبي موسى عليه السلام مع السحر، من أبرز القصص القرآنية التي تجسد الصراع الأزلي بين الحق والباطل، وتكشف كيف أن المعجزات الإلهية تُزهق باطل السحرة وتُثبت صدق الرسالة. ووردت هذه القصة في مواضع عدة من القرآن الكريم، في سور: الأعراف، طه، الشعراء، وغيرها، لتكون عبرة لكل من يتأمل في آيات الله.

بعثة النبي موسى

وبعث الله موسى إلى فرعون الطاغية، الذي ادّعى الألوهية واستعبد الناس، يدعوه إلى التوحيد وعبادة الله الواحد القهار. لكن فرعون كابر واستكبر، واتهم موسى بالسحر، بل وادعى أنه يريد أن يخرج الناس من ديارهم ويغيّر نظام البلاد.

حين طلب فرعون من موسى أن يُريه آية من ربه، ألقى موسى عصاه فتحولت إلى حيّة عظيمة، وأخرج يده من جيبه فكانت بيضاء مشرقة بلا مرض. ولكن فرعون لم يؤمن، وادعى أن ما فعله موسى هو سحر، وأمر بجمع أمهر السحرة لمواجهة موسى في يوم مشهود، هو "يوم الزينة"، ليشهد الناس هذا التحدي.

حية تسعى

وجاء السحرة، وقالوا لموسى: "إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى". فأمرهم موسى أن يبدؤوا، فألقوا حبالهم وعصيّهم وسحروا أعين الناس وأرهبوهم، فظن الناس أنها تتحرك وتسعى. في تلك اللحظة شعر موسى بالخوف، فأوحى الله إليه: "لا تخف إنك أنت الأعلى"، وأمره أن يُلقي عصاه، ففعل، فتحولت إلى حيّة حقيقية التهمت كل ما صنعه السحرة.

انكشفت الحقيقة في لحظة، ووقف السحرة مبهورين. كانوا أعلم الناس بالسحر، فعرفوا أن ما رأوه لا يمكن أن يكون من فعل البشر. فخرّوا ساجدين، وأعلنوا إيمانهم فورًا قائلين: "آمنا برب هارون وموسى".

انتقام فرعون

وثار فرعون غضبًا، وهددهم بالقتل والتعذيب قائلاً: "لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف، ولأصلبنكم في جذوع النخل". لكن السحرة ردوا بإيمان ثابت: "لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات، والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا".

عظة وعبرة

وهكذا، تحولت قصة التحدي إلى قصة يقين. من جاءوا ليهزموا موسى خرجوا من الميدان شهداء للحق. ومن تزعّم السحر والطغيان، خرج مهزومًا مدحورًا. لتبقى هذه القصة شاهدًا خالدًا على أن الحق مهما قلّ، فإن الله ناصره، وأن الباطل مهما كثر، فإن زواله قريب.

تم نسخ الرابط