عاجل

ذكرى وفاة الإعلامية سهير الإتربي.. صاحبة مسيرة استثنائية وإنجازات لا تنسى

سهير الإتربي
سهير الإتربي

في عالم الإعلام، هناك أسماء لا تُنسى، تترك أثرًا لا يزول رغم مرور الزمن، ومن بين هذه الأسماء تبرز سهير الإتربي، كواحدة من الرائدات اللواتي شكلن ملامح التلفزيون المصري منذ بداياته، تاركًة بصماتها بعد رحيلها عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2014.

لم يكن دخولها هذا المجال مخططًا له، لكنها سرعان ما فرضت نفسها بموهبتها واجتهادها، لتتحول إلى واحدة من أهم الشخصيات الإعلامية في مصر.

رحلة غير متوقعة من الزراعة إلى الإعلام

وُلدت سهير الإتربي في مارس 1939، وسط عائلة إعلامية شهيرة، فشقيقتاها سامية وعزة الإتربي كانتا أيضًا من الأسماء اللامعة في التلفزيون المصري.

 رغم ذلك، لم يكن الإعلام هو هدفها الأول، فقد درست الزراعة، لكن إعلانًا عن اختبارات للمذيعات غيّر مسار حياتها بالكامل.

 ومن بين آلاف المتقدمين، نجحت في إثبات جدارتها، لتبدأ رحلتها المهنية في التلفزيون المصري.

تجربة مبكرة في التوك شو

قدمت سهير الإتربي مجموعة من البرامج التي لاقت استحسان الجمهور، مثل "الباب المفتوح"، و"في خدمتك"، و"لو كنت مسؤولًا"، والتي لعبت دورًا مهمًا في خلق حوار مباشر بين المواطنين والمسؤولين.

  لم تتوقف عند البرامج التقليدية، بل كانت من أوائل من قدموا تجربة التوك شو في مصر من خلال برنامج "دعوة للفكر"، حيث فتحت المجال أمام الشباب لمناقشة القضايا الراهنة مع كبار الشخصيات العامة، في خطوة سابقة لعصرها.

قيادية لا تعرف الحدود

لم تكن مجرد مذيعة، بل امتلكت حسًا إداريًا عاليًا جعلها تتدرج في المناصب القيادية داخل التلفزيون المصري، حيث تولت إدارة الشباب، ثم قطاع خدمة المجتمع، وصولًا إلى رئاسة القناة الثانية، لكن أبرز إنجازاتها كان تأسيسها للفضائية المصرية، التي جعلتها نافذة لمصر على العالم، قبل أن تصبح رئيسة للتلفزيون المصري، وتختتم مسيرتها كنائب لرئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون.

حياة خاصة لا تخلو من البطولات

بعيدًا عن الإعلام، ارتبطت سهير الإتربي بواحد من أبطال حرب أكتوبر، الفريق حسن علي أبو سعدة، الذي قاد الفرقة الثانية مشاة، خلال العبور العظيم لقناة السويس، كانت حياته العسكرية مليئة بالإنجازات، تمامًا كما كانت حياتها الإعلامية مليئة بالإبداع والتحديات.

حادثة سرقة تثير الجدل

قبل وفاتها بعامين، وجدت سهير الإتربي نفسها في قلب واقعة مثيرة للجدل، بعدما تعرضت لحادث سرقة، وفي البداية، تداولت الأخبار أنها فقدت حقيبة تحوي ملايين الجنيهات أثناء سيرها في الجيزة، لكنها نفت الأمر، مؤكدة أن حقيبتها لم تكن تحتوي سوى على أموال بسيطة وهاتفها المحمول، لكن مع تطور التحقيقات، اتضح أن السرقة تمت أثناء صفقة عقارية، وأن الجريمة كانت مدبرة من قبل المحامي الذي كان من المفترض أن يشرف على عملية البيع.

رحيل هادئ بعد مسيرة استثنائية

في 7 فبراير 2014، رحلت سهير الإتربي عن عالمنا عن عمر 75 عامًا، لكنها تركت إرثًا إعلاميًا سيظل حاضرًا في ذاكرة التلفزيون المصري.

 كانت سهير الاتربي نموذجًا للإعلامية الطموحة، التي لم تكتفِ بالظهور أمام الكاميرا، بل سعت لصنع تغيير حقيقي في المشهد الإعلامي المصري، وهو ما جعل اسمها خالدًا حتى اليوم.

تم نسخ الرابط