عاجل

في ذكرى رحيله... جلال الشرقاوي أيقونة المسرح وصانع النجوم

جلال الشرقاوي
جلال الشرقاوي

تمر اليوم ذكرى رحيل المخرج الكبير جلال الشرقاوي، الذي غادر عالمنا في 2022، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا ثريًا وأعمالًا مسرحية خالدة أثرت في الأجيال المتعاقبة.

وبفضل إبداعه ورؤيته الإخراجية، ساهم جلال الشرقاوي في تجديد المسرح المصري وجذب جمهور التسعينيات إلى خشبة المسرح، حيث استطاع بأعماله المتميزة أن يخلق حالة فنية خاصة، ما جعل مسرحياته تستمر وتحظى بمكانة خاصة حتى يومنا هذا.

البداية من حي السيدة زينب إلى قمة الإخراج المسرحي


وُلد جلال الشرقاوي في يونيو 1934، ونشأ في حي السيدة زينب، حيث كان لمسرح إيزيس أثر بالغ في تشكيل وعيه الفني، حيث كان يتردد على المسرح وهو صغير ليشاهد عمالقة الفن مثل يوسف وهبي، ما غرس فيه عشق المسرح، ودفعه فيما بعد لخوض غمار الإخراج وصناعة الأعمال الفنية، وتأثر أيضًا بشقيقه الأكبر الذي كان شغوفًا بالفن، ما زاد من ارتباطه بهذا المجال.

بدأ الشرقاوي مسيرته الأكاديمية والعلمية بالحصول على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة عام 1954، ثم دبلوم خاص في التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس عام 1955، ورغم توجهه العلمي في البداية، إلا أن شغفه بالمسرح كان أقوى، فحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز عام 1958، ولتعزيز خبراته، سافر إلى فرنسا، حيث درس الإخراج في معهد جوليان برتو للدراما عام 1960، ثم حصل على دبلوم الإخراج من المعهد العالي للسينما بفرنسا عام 1962.

محطات بارزة في مسيرته الفنية


بدأ جلال الشرقاوي مشواره مع الإخراج منذ أوائل الستينيات، وقدم العديد من العروض المسرحية التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، مثل:"المجاورة" "الزلزال"، "آه يا ليل يا قمر"، "بلدي يا بلدي"، "إنت اللي قتلت الوحش".


لكن المحطة الأبرز في مسيرته كانت مسرحية "مدرسة المشاغبين" عام 1971، التي أصبحت علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري، حيث قدمت مجموعة من الشباب الذين صاروا فيما بعد نجوم الكوميديا، مثل عادل إمام، وسعيد صالح، وأحمد زكي، ويونس شلبي. كما أخرج مسرحيات شهيرة مثل "كبارية"، "راقصة قطاع عام"، و"الجوكر" التي أنتجها أيضًا.

أدوار متعددة وتأثير ممتد


لم يقتصر إبداع جلال الشرقاوي على الإخراج فقط، بل كان له حضور كممثل في بعض الأعمال السينمائية، مثل فيلم "خلي بالك من عقلك"، كما لعب دورًا مهمًا كمنتج، وأسهم في تأسيس المسرح الخاص به "مسرح الفن"، الذي شهد عروضًا مسرحية متميزة استمرت لعقود.

تولى عدة مناصب أكاديمية وفنية، منها: مدير مسرح توفيق الحكيم وأستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية ورئيس قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1990 وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية لفترتين عام 1976، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات منها فوزه بلقب أفضل مخرج في استفتاء جماهيري لإذاعة الشرق الأوسط وجريدة الأهرام لمدة ثماني سنوات متتالية.


إرثه الفني ما زال حيًا


رحل جلال الشرقاوي، لكن أعماله لا تزال تُعرض وتُناقش، ومسرحياته تُعاد على خشبة المسرح وتستمر في إلهام أجيال جديدة من الممثلين والمخرجين، لقد كان مخرجًا سابقًا لعصره، استطاع أن يجمع بين الرؤية الإبداعية والانضباط الأكاديمي، ليترك بصمة لا تُمحى في تاريخ المسرح المصري والعربي.

 

تم نسخ الرابط