توفي أثناء التصوير.. لمحات من حياة نور الدمرداش في ذكراه

تحل اليوم ذكرى وفاة المخرج الكبير نور الدمرداش، أحد رواد الدراما التلفزيونية وصاحب بصمة فنية لا تُنسى، سواء في مجال الإخراج أو التمثيل. 

قدم خلال مسيرته عددًا من الأعمال التي أثرت في وجدان الجمهور، وجمع بين الإبداع على الشاشة والإدارة الفنية في التلفزيون المصري.

نشأته وبداياته الفنية

وُلد نور الدمرداش في 12 نوفمبر 1925 بمدينة طنطا، وبدأ رحلته الدراسية في كلية التجارة قبل أن يقرر التوجه إلى عالم الفن، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

انطلق من خشبة المسرح، حيث كان أحد أفراد فرقة زكي طليمات، وانتقل إلى السينما، حيث جسّد أدوار الشاب الطائش في عدة أفلام بارزة، مثل "السبع بنات"، "المليونير"، و"صغيرة على الحب"، ثم اتجه إلى مجال الإخراج، حيث صنع بصمته الخاصة في الدراما التلفزيونية.

أعماله وإسهاماته الفنية

حصل نور الدمرداش على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1956، وبدأ مسيرته في الإخراج الدرامي، ليقدم عددًا من الأعمال التي أصبحت من أيقونات الشاشة الصغيرة، مثل "لا يا ابنتي العزيزة"، "لا تطفئ الشمس"، "علي باب زويلة"، "جريمة لم تكتمل"، "الرحيل"، و"الضحية"، وبعدها عاد مجددًا للتمثيل وقدم أدوارًا بارزة أثبت فيها كفاءته.

كما كان له دور كبير في اكتشاف نجوم كبار، مثل محمود عبد العزيز في مسلسل "كلاب الحراسة" (1972)، وعبد الله غيث في "هارب من الأيام" (1963)، وممدوح عبد العليم في "الجنة العذراء" (1969).

مناصبه الإدارية وتأثيره في التلفزيون

لم يقتصر تأثير نور الدمرداش على التمثيل والإخراج، بل شغل عدة مناصب فنية بارزة في التلفزيون المصري، من بينها مراقب عام التمثيليات، مراقب عام البرامج الفنية، رئيس القناة الأولى، وأخيرًا نائب رئيس التلفزيون، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى وفاته.

حياته الشخصية ورحيله

في عام 1955، تزوج نور الدمرداش من الفنانة الكبيرة كريمة مختار، وأثمر زواجهما عن أربعة أبناء، من بينهم الإعلامي المعروف معتز الدمرداش.

وفي 7 فبراير 1994، رحل نور الدمرداش عن عالمنا إثر أزمة قلبية مفاجئة أثناء تصوير مسلسل "السقوط في بئر سبع"، تاركًا إرثًا فنيًا لا يُنسى في عالم الدراما والسينما المصرية.