هل الاستماع للأغاني حلال أم حرام ؟.. علي جمعة يوضح

لا يزال سؤال "هل الاستماع إلى الأغاني حرام؟" يتكرر في أذهان الكثيرين، خصوصًا مع انتشار الأغاني والموسيقى في حياتنا اليومية. ولحسم هذا الجدل، جاءت فتوى من الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، لتوضح الحكم الشرعي بضوابط واضحة ومباشرة.
الغناء ليس حرامًا مطلقًا
أوضح الدكتور علي جمعة أن الاستماع إلى الأغاني والموسيقى لا يُعد محرمًا بإطلاق، لكنه ليس مباحًا على عمومه، بل يُنظر إلى محتوى الأغنية وأثرها على السامع.
وقال فضيلته:
"إذا كان الغناء يتضمن كلمات طيبة، ومعاني نبيلة، ويُؤدى بأسلوب لا يتنافى مع مكارم الأخلاق، ولا يُشغل الإنسان عن أداء العبادات والواجبات؛ فهو جائز ولا حرج فيه".
ما الضوابط الشرعية لسماع الأغاني؟
وفقًا لما أكده الدكتور علي جمعة، فإن سماع الأغاني يكون جائزًا عند توفر الشروط التالية:
- ألا تحتوي الكلمات على فحش أو بذاءة أو دعوة للمعاصي.
- أن تكون المعاني راقية وتخدم قيمًا إنسانية أو دينية.
- أن يُؤدى الغناء بطريقة محترمة لا تخدش الحياء أو تشجع على الفساد.
- ألا يُؤدي سماع الموسيقى إلى تضييع الصلوات أو التقصير في الواجبات.
متى يكون الغناء محرمًا؟
شدد الدكتور علي جمعة على أن الغناء والموسيقى يصبحان محرَّمين إذا احتويا على:
- كلمات فاسدة: مثل الكلمات التي تحتوي على إيحاءات جنسية أو دعوات للانحلال الأخلاقي.
- دعوات لتمرد: مثل الأغاني التي تحرض على التمرد على القيم الأخلاقية أو التقاليد الإسلامية.
- تشجيع على التبرج: أو أي تصرفات تتناقض مع الشريعة الإسلامية.
- إهدار الوقت: إذا أدت الأغاني إلى ترك الصلاة أو تضييع الوقت فيما لا يفيد.
جاءت هذه الفتوى من دار الإفتاء المصرية ردًا على سؤال وُجه إلى الدكتور علي جمعة، ضمن سلسلة من الفتاوى الرسمية الموثقة التي يجيب فيها عن المسائل الشرعية بطريقة وسطية تعكس روح الإسلام.
الحكم يتوقف على المضمون والتأثير
بوضوح، فإن الإسلام لا يحرّم الغناء والموسيقى لذاتهما، بل يُحرّم ما يخالف مقاصد الشريعة من خلالهما. فإن التزمت الأغنية بالكلمة النظيفة، والأداء المحترم، والأثر الإيجابي، فلا مانع من الاستماع إليها.
أما إذا تحوّلت إلى وسيلة لهدم الأخلاق أو الانشغال عن طاعة الله، فقد وجب اجتنابها.