عاجل

عورة المرأة أمام المرأة .. حكم شرعي قد يغفل عنه الكثيرون

هبة إبراهيم
هبة إبراهيم

في ظل سعي كثير من النساء لمعرفة ما يجب ستره وما يجوز كشفه، يبرز تساؤل مهم: ما هي حدود عورة المرأة أمام المرأة؟ وهل تختلف تلك الحدود بين القريبة والغريبة؟ في حلقة مميزة من برنامج "حواء" على قناة الناس، تناولت الإعلامية سالي سالم هذه القضية الحساسة مع الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حيث كشفت عن تفاصيل فقهية دقيقة قد تغيب عن أذهان الكثيرات.

ما لا يجوز كشفه حتى أمام الأم أو الأخت!

أوضحت الدكتورة هبة إبراهيم أن عورة المرأة أمام المرأة تمتد من السرة إلى الركبة، وهي ما يُعرف بالعورة المغلظة. وهذا يعني أن كشف هذه المنطقة محرم شرعًا حتى أمام القريبات مثل الأم أو الأخت أو الابنة. وأكدت أن هذا الحكم لا يقتصر على النساء الغريبات فقط، بل يشمل كل النساء دون استثناء، إلا في حالات الضرورة القصوى.

حالة واحدة فقط يُستثنى فيها كشف العورة

ذكرت الضيفة أن الشريعة الإسلامية تراعي الضرورات، ولذلك يجوز كشف العورة المغلظة في حالة واحدة فقط، وهي: الضرورة الملحّة للعلاج أو الفحص الطبي، بشرط أن تكون تلك الضرورة لا يمكن تفاديها. وأكدت أن هذا الحكم ليس بابًا للتساهل أو التهاون، بل هو استثناء دقيق ينبغي الالتزام بضوابطه.

الحياء زينة المرأة.. حتى أمام النساء

أشادت الدكتورة هبة بالنساء اللاتي يحرصن على ستر أجسادهن بالكامل حتى أمام النساء الأخريات، موضحة أن الحياء من صفات المرأة المسلمة الأصيلة، وأنه في بعض الأزمنة والعصور، كان الستر الكامل هو الأصل بين النساء بسبب تفاوت الثقة وانتشار الفتن.

وأضافت أن الشريعة تدعو المرأة إلى الاستحياء حتى في أشد المواطن خصوصية، وأن بعض النساء اليوم ما زلن يحتفظن بهذا الخلق الرفيع، وهو ما يعد دليلًا على الفطرة السليمة والرغبة في اتباع ما يرضي الله تعالى.

ختامًا: الستر فطرة، والعلم نور

أكدت الحلقة أن السؤال عن هذه الأمور دليل على حرص المرأة المسلمة على اتباع الفطرة والشرع، وأن معرفة حدود العورة والالتزام بها هو جزء من الاستقامة والطهارة والحياء. وفي زمن كثرت فيه التحديات، فإن الرجوع للفتوى الصحيحة هو السبيل الآمن لحفظ الدين والنفس.

تم نسخ الرابط