حكم وضع العطر للمرأة عند الخروج للأماكن العامة وأمام الأجانب... ومعنى "زانية"

ما حكم وضع المرأة للعطر في الإسلام؟
ورد سؤال لدار الإفتاء يقول صاحبه “ ما حكم التعطر للنساء”؟، وأجابت في منشور لها بأن الفقهاء اختلفوا في حكم وضع العطر للمرأة، ويتوقف الحكم على حالتها ومكان تواجدها.
حكم وضع العطر للمرأة
ويتلخص الحكم في الآتي:
1- وضع العطر في البيت أو بين النساء والمحارم: يجوز للمرأة أن تتعطر داخل بيتها أو أمام زوجها أو بين النساء أو أمام محارمها، ولا حرج في ذلك، بل يستحب لها التزين والتعطر لزوجها.
2- وضع العطر عند الخروج إلى الأماكن العامة أو أمام الرجال الأجانب، يحرم على المرأة أن تتعطر بحيث يشم الرجال الأجانب رائحتها، واستدل العلماء بعدة أدلة، منها:
الأدلة من القرآن والسنة
• قال الله تعالى: “وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ” (الأحزاب: 33). أي أن على المرأة أن تتحلى بالحشمة، والعطر الذي يلفت انتباه الرجال يدخل في معنى التبرج.
• قال النبي ﷺ:“أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية” (وصف النبي ﷺ المرأة التي تتعطر وتخرج بحيث يجد الرجال الأجانب ريحها بأنها تفعل فعلاً محرماً.
• قال النبي ﷺ: “إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبًا” (رواه مسلم). فإذا كان وضع العطر عند الذهاب إلى المسجد منهياً عنه، فمن باب أولى الأماكن الأخرى التي يكثر فيها الرجال.
آراء العلماء في المسألة
•الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة: ذهبوا إلى تحريم تعطر المرأة إذا كان عطرها ظاهراً بحيث يشمه الرجال الأجانب، واعتبروه من أسباب الفتنة.
• بعض العلماء : أكدوا على تحريم تعطر المرأة خارج المنزل إذا كان فيه فتنة أو إثارة لغرائز الرجال.
إذا فإن وضع المرأة للعطر
• جائز: إذا كان العطر خفيفًا لا تُشم رائحته إلا عن قرب، أو كان استخدامها له داخل بيتها أو بين النساء.
• محرم: إذا كان العطر قوياً ويُشم من قِبَل الرجال الأجانب.
المباح للمرأة إظهاره
ما يجوز للمرأة إظهاره من جسدها يختلف حسب الجهة التي تُظهره أمامها، وقد بيَّن الفقهاء ذلك وفقًا للأدلة الشرعية.
1- أمام الرجال الأجانب (غير المحارم)
يجب على المرأة ستر جميع جسدها أمام الرجال الأجانب، باستثناء الوجه والكفين عند بعض الفقهاء، بينما يرى آخرون وجوب سترهما أيضًا.
• قال الله تعالى: “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا” (النور: 31). فسر بعض الصحابة (كابن عباس) أن المقصود بما ظهر منها هو الوجه والكفان.
• قال النبي ﷺ لأسماء بنت أبي بكر:“يا أسماء! إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا” وأشار إلى الوجه والكفين (رواه أبو داود).
• ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز كشف الوجه والكفين، بينما رأى الحنفية وبعض الحنابلة وجوب سترهما أيضًا.
2- أمام المحارم
يجوز للمرأة أن تظهر أمام محارمها ما جرت العادة بكشفه، مثل:
• الوجه
• الشعر
• العنق
• اليدين
• الساقين (عند بعض الفقهاء)
لكن لا يجوز لها أن ترتدي ملابس غير محتشمة أو مثيرة حتى أمام محارمها.
3- أمام النساء المسلمات
يجوز للمرأة أن تظهر أمام النساء المسلمات ما يظهر منها عادة في بيتها، مثل:
• الشعر
• الذراعين
• الساقين
لكن يجب ألا يكون اللباس فاضحًا أو يشبه ملابس الكاسيات العاريات.
4- أمام النساء غير المسلمات
اختلف الفقهاء في حكم كشف المرأة المسلمة لشعرها أو جسدها أمام غير المسلمات:
• قال بعض الفقهاء بجوازه، خاصة إذا لم يكن هناك فتنة أو خطر تصويرها ونشر صورها.
• وقال آخرون بوجوب التستر أمامهن مثلما تتستر أمام الرجال الأجانب، استدلالًا بقوله تعالى: “أَوْ نِسَائِهِنَّ” (النور: 31)، أي أن المقصود بهن المسلمات فقط، حسب بعض المفسرين.
5- أمام الزوج: يجوز للمرأة أن تكشف كل جسدها أمام زوجها، ولا يوجد حدود شرعية في ذلك، بل يستحب لها أن تتزين وتتجمل له.