نحو إعادة إعمار سوريا .. الشرع في أول زيارة رسمية للسعودية

في أول زيارة رسمية خارجية منذ توليه السلطة في سوريا، قام الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، اليوم الأحد، بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، ويأمل الشرع من خلالها جذب الاستثمارات للمساعدة في إعادة إعمار البلاد.
استقبال رسمي في الرياض
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى المملكة السعودية حيث كان في استقباله الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة الرياض، وكان يرافقه وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ومن المتوقع أن يلتقي الشرع خلال زيارته مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلا أنه لم يتم الإعلان عن موعد اللقاء.
تأتي هذه الزيارة بعد أن تم تعيين أحمد الشرع رئيسًا مؤقتًا لسوريا في 8 ديسمبر من العام الماضي، عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد، وتعول السلطات السورية على دعم الدول الخليجية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، للمساهمة في تمويل عملية إعادة إعمار البلاد التي دمرتها الحرب.
وأكد الرئيس السوري في تصريحات سابقة، أن الرياض ستكون "بالتأكيد" شريكًا مهمًا في المستقبل السوري، مشيرًا إلى "فرصة كبيرة للاستثمار السعودي" في سوريا.
من جانبها فكانت السعودية تشدد منذ اندلاع الحرب السورية، على أهمية تطبيع العلاقات مع سوريا بعد سقوط نظام الأسد، معتبرة أن المملكة تمثل عامل استقرار في المنطقة، فهي تلعب دورًا محوريًا في إعادة دمج سوريا الجديدة ضمن العالم العربي وعلى الساحة الدولية"، كما أنها تستفيد بشكل مباشر من استقرار سوريا بعد حكم الأسد، مشيرة إلى تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما يُعد مكسبًا استراتيجيًا للرياض.
فالسعودية تعتبر أن الابتعاد عن النفوذ الإيراني في سوريا قد أضعف تأثير طهران في المنطقة، بما في ذلك إنهاء تهريب المخدرات من سوريا إلى دول الخليج، وهو أمر كان يمثل عامل عدم استقرار، ويُعد ذلك انتصارًا مهمًا للسعودية في سياق صراعها الإقليمي مع إيران.
الزيارة القطرية وتطورات الوضع السوري
وكان ديوان الرئاسة السورية قد أعلن عن زيارة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إلى دمشق في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث أكد خلال الزيارة أهمية إنشاء حكومة "تمثل جميع مكونات" المجتمع السوري، بهدف تعزيز الاستقرار والمضي قدمًا في مشاريع الإعمار والتنمية، وأكد الجانبان في لقاءهما أهمية وضع إطار شامل للتعاون الثنائي في مجال إعادة البناء.
تعتبر زيارة الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية خطوة مهمة في إعادة تشكيل العلاقات الإقليمية لسوريا، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد بعد سنوات من الحرب، كما أنها تعكس تطلعات الحكومة السورية الجديدة إلى تعزيز التعاون مع الدول العربية للمساهمة في إعادة إعمار سوريا ودعم الاستقرار في المنطقة.