ما الذي يحدث لجسمك عند نقع القدمين في الماء والملح قبل النوم؟

في عالم مزدحم بالتوترات اليومية وضغوط العمل والحياة، يبحث الكثير من الناس عن وسائل طبيعية وآمنة تساعدهم على استرخاء جسمك وتحسين جودة النوم دون اللجوء إلى الأدوية. 

ومن بين الوسائل التي عُرفت منذ قرون وظلت مفضلة لدى العديد من الثقافات، تأتي عادة نقع القدمين في الماء الدافئ والملح قبل النوم كإحدى العلاجات المنزلية التي تجمع بين الراحة الجسدية والنفسية.

ورغم بساطة هذه العادة، إلا أن فوائدها متعددة، وتتخطى مجرد منح شعور مؤقت بالراحة، إذ تتداخل تأثيراتها لتشمل عضلات الجسم، الدورة الدموية، الجلد، وحتى الصحة النفسية والنوم.

1. تخفيف التورم وتحسين الدورة الدموية

عند نقع القدمين في ماء دافئ مضاف إليه الملح، يتفاعل الجسم فورًا مع حرارة الماء، ما يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية في القدمين والساقين، ويُعزز تدفق الدم في تلك المناطق. هذا التأثير يساهم في تقليل التورم الناتج عن الوقوف لفترات طويلة أو المشي المكثف، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من احتباس السوائل أو مشاكل في الدورة الدموية الطرفية.

2. تهدئة آلام العضلات والتشنجات

إذا تم استخدام ملح إبسوم (كبريتات المغنيسيوم)، فإن المغنيسيوم الموجود فيه يمكن أن يُمتص عبر الجلد، ويعمل على استرخاء العضلات، وتخفيف التشنجات، وتقليل الإحساس بالتصلب العضلي. لذلك، يُعد نقع القدمين علاجًا مثاليًا للأشخاص الذين يمارسون الرياضة أو يعانون من آلام عضلية متكررة.

3. دعم جودة النوم والاسترخاء

يُعرف الماء الدافئ بتأثيره المهدئ على الجهاز العصبي، وعند دمجه مع طقس هادئ مثل نقع القدمين قبل النوم، يتحول إلى "إشارة بيولوجية" تخبر الجسم أن وقت الراحة قد حان. كما أن امتصاص المغنيسيوم يساعد في تخفيض مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، ما يُهيئ العقل والجسم للنوم العميق.

4. تقشير الجلد والتخلص من الخشونة

يُساهم الملح في تقشير الجلد الميت في منطقة القدمين، ويُحافظ على نعومتها ونظافتها. كما يُساعد النقع المنتظم على التخلص من التشققات والكالو والبقع الخشنة التي تظهر بفعل الجفاف أو الأحذية غير المريحة.

5. مقاومة البكتيريا والفطريات

بعض أنواع الملح مثل ملح البحر وملح الهيمالايا تحتوي على معادن وخصائص مضادة للبكتيريا والفطريات. لذا فإن المواظبة على هذا الروتين قد تقلل من فرص الإصابة بفطريات القدم أو "قدم الرياضي"، كما تحد من انبعاث الروائح الكريهة الناتجة عن تكاثر البكتيريا.

6. تخفيف الحكة والتهيج الجلدي

يُستخدم الماء المالح في الطب الشعبي لعلاج العديد من المشكلات الجلدية الخفيفة مثل الحكة، الاحمرار، والتهابات الجلد السطحية. ورغم أن هذه الفوائد لا تزال بحاجة إلى دراسات علمية أوسع، فإن الكثير من الناس أفادوا بتحسن حالاتهم بعد استخدام النقع بالماء والملح.

7. تقليل الصداع والتوتر العصبي

يعتقد البعض أن نقع القدمين في الماء الدافئ قد يساهم في تخفيف الصداع عن طريق إعادة توجيه تدفق الدم نحو الأطراف السفلية، ما يقلل من الضغط في الرأس. ورغم عدم توفر أدلة علمية قاطعة تدعم هذا الادعاء، فإن المفعول المريح للنقع قد يساعد بالفعل في تقليل التوتر المسبب لبعض أنواع الصداع.

هل هناك محاذير؟

رغم أن نقع القدمين في الماء والملح آمن في العموم، إلا أن الأشخاص المصابين بالسكري أو بأمراض جلدية مزمنة، أو من لديهم جروح مفتوحة في القدمين، ينبغي أن يستشيروا الطبيب قبل تطبيق هذا الروتين. كذلك، لا يجب الاعتماد عليه كعلاج بديل للأدوية أو البروتوكولات العلاجية التي يصفها الأطباء.

نقع القدمين في الماء والملح قبل النوم ليس مجرد عادة قديمة أو رفاهية زائدة، بل هو وسيلة فعالة لتحسين جودة الحياة اليومية، والتخلص من توتر الجسد والذهن في نهاية كل يوم. ومع أنه لا يُعد علاجًا بديلاً للحالات المرضية، إلا أنه قد يكون حلاً بسيطًا وطبيعيًا يستحق التجربة، ضمن روتين يومي يهدف إلى الراحة والوقاية.