هل الموت فى يوم الجمعة أو الأماكن المقدسة من علامات حسن الخاتمة؟

يتساءل كثير من الناس عن دلالات الوفاة في الأيام المباركة مثل يوم الجمعة، أو في الأماكن المقدسة مثل مكة والمدينة، وهل تعد من علامات حسن الخاتمة؟.
دار الإفتاء المصرية حسمت الجدل عبر موقعها الرسمي، وأوضحت أن بعض الأوقات والأماكن تُبشّر بخير للميت وتُعد من علامات حسن الخاتمة التي يُستبشر بها له بعد وفاته.
ما المقصود بحُسن الخاتمة؟
بحسب ما أوضحته دار الإفتاء المصرية، فإن حسن الخاتمة هو توفيق من الله سبحانه وتعالى للعبد أن يثبت على الطاعة والعمل الصالح حتى آخر لحظة في حياته، فيُقبض وهو على خير، حيث لا يبقى له بعد موته سوى ما قدمه من عمل، إما ينتفع به أو يتحمل وزره.
النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن علامة حسن الخاتمة
استدلت دار الإفتاء بحديث نبوي شريف يوضح أن العمل الصالح قبل الموت من علامات حسن الخاتمة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ اللهَ تَعَالَى إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ"، قيل: كيف يستعمله؟ قال: "يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ" (رواه أحمد، الترمذي، الطبراني، الحاكم وصححه).
وقد فسّر العلماء ذلك بأن من يموت وهو على توبة أو عبادة فإنها علامة عظيمة من علامات حسن الخاتمة.
الموت يوم الجمعة.. وقاية من فتنة القبر وعلامة خير
من أبرز العلامات التي ذكرتها دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي: الموت في يوم الجمعة أو ليلتها، فقد ورد في الحديث الشريف:
"ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر" (رواه أحمد والترمذي والطبراني).
بل وتزداد البشارة في رواية أخرى تقول:
"من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، أُجير من عذاب القبر، وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء" (رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء").
وقد أشار العلماء إلى أن ذلك اليوم تُفتح فيه أبواب الرحمة، ولا تعمل فيه جهنم كما في بقية الأيام، فمن مات فيه فهو من الذين اختصهم الله برحمته.
هل الموت في مكة أو المدينة علامة على حسن الخاتمة؟
أكدت دار الإفتاء أن الموت في الأماكن المقدسة مثل مكة المكرمة أو المدينة المنورة يُعد من علامات حسن الخاتمة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا، فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا" (رواه أحمد، الترمذي، الطبراني، البيهقي).
ولذلك نص الفقهاء على استحباب طلب الدفن في الأماكن الطيبة والصالحين لما فيها من بركة، كما ورد عن الإمام النووي والشافعي رحمهم الله.
التفاؤل بالموت في الأيام المباركة من السنن الحسنة
أشارت دار الإفتاء إلى أن حسن الظن بالميت المسلم، خاصة إذا مات في زمان أو مكان مبارك، هو من الأمور المستحبة، ويُستحب التفاؤل له بالخير والدعاء له، بل يُرغّب في حضور جنازته.
في ضوء فتوى دار الإفتاء المصرية المنشورة عبر موقعها الرسمي:
من مات في ليلة الجمعة أو يومها، أو في أحد الأيام المباركة كعرفة أو عاشوراء، أو في الأماكن المقدسة كالمدينة ومكة، يُستبشر له بذلك الخير، وتُعد من علامات حسن الخاتمة، خاصة إذا كان من أهل الطاعة والعمل الصالح.