عاجل

هل الحجامة نافعة في العصر الحديث؟.. دار الإفتاء تشرح الحكم الشرعي

هل الحجامة نافعة
هل الحجامة نافعة في العصر الحديث؟

في ظل تزايد الاهتمام بالطب النبوي ووسائل العلاج الطبيعية، يتساءل كثيرون: هل الحجامة لا تزال نافعة في زماننا؟ وما حكمها الشرعي في الإسلام؟

وقد أجاب على هذا التساؤل الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية السابق، من خلال فتوى رسمية صادرة عن دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني، موضحًا الرؤية الشرعية والطبية للحجامة في العصر الحديث.

الحجامة بين الموروث النبوي والتطور الطبي

أوضحت دار الإفتاء أن الحجامة وسيلة من وسائل الاستشفاء المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ثبت عنه أنه احتجم وأمر بالحجامة، مما يدل على مشروعية الحجامة من الناحية الشرعية.

لكن مع تغيّر البيئة وتنوع الأمراض وتطور طرق العلاج في العصر الحديث، أكدت الفتوى ضرورة الرجوع إلى الأطباء المختصين المرخصين لتحديد مدى ملاءمتها لكل حالة على حدة، وعدم الاعتماد عليها دون إشراف طبي دقيق.

ما هي الحجامة؟ نظرة تاريخية وطبية

الحجامة لغويًا مشتقة من "الحَجْم" أي: المص، وهي عملية سحب الدم الفاسد من الجسم باستخدام كؤوس خاصة. وتُعرف أيضًا باسم الفَصْد في بعض الكتب الطبية القديمة.

وقد عُرفت الحجامة في العديد من الحضارات القديمة مثل:

- الفراعنة.

- الإغريق.

- الصينيين.

- اليونانيين.

كما صنّف فيها عدد من العلماء المسلمين كتبًا مستقلة، منهم:

- أبو زكريا بن ماسويه.

- ابن ربن الطبري.

- ابن طولون الصالحي.

وقد تناولوا في مؤلفاتهم فوائد الحجامة وأضرارها من منظور علمي وشرعي.

دار الإفتاء: لا تُمارس الحجامة إلا بترخيص طبي

أشارت دار الإفتاء إلى أن الحجامة ليست مناسبة لجميع الناس، وقد تسبب ضررًا إذا أُجريت بشكل غير علمي أو دون إشراف طبي. لذلك، يُشترط أن:

  • يُجريها مختصون مرخصون من الجهات الصحية.
  • تتم في بيئة معقمة بالكامل.
  • يُسبق إجراؤها باستشارة طبية دقيقة.

لأن الأمراض تختلف باختلاف الأشخاص والأزمنة، ولا يمكن اعتبار الحجامة علاجًا عامًا دون تقييم متخصص.

هل أجر الحجامة حلال؟

وفيما يخص أخذ المال مقابل الحجامة، بأن أجر الحجام حلال شرعًا، واستدلت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:

"احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجره" [رواه البخاري ومسلم].

ومع التأكيد على أن الحجامة يجب أن تُمارس وفق الضوابط الطبية والشرعية، وأن تكون مرخصة من الجهات الصحية المختصة، لأن الضرر الناتج عن ممارستها بجهل أو بدون تعقيم يجعل الكسب غير جائز.

الحجامة بين الطب والدين

خلصت دار الإفتاء المصرية إلى أن:

  • الحجامة وسيلة علاجية نبوية مشروعة.
  • يجوز أخذ الأجر عليها إذا توفرت الشروط الطبية والشرعية.
  • لا تصلح لكل الحالات دون إشراف طبي متخصص.

وإذا توفرت هذه الضوابط، فإن الحجامة تعتبر وسيلة فعالة وآمنة ضمن الوسائل العلاجية المتاحة في الطب الحديث.

تم نسخ الرابط