ما معنى حديث ذكر الله في الصباح:"أذب قلبك على ذكرك"؟.. علي جمعة يكشف

حديث نبوي نادر يضيء الصباحات بنور الذكر شارك الدكتور علي جمعة محمد، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، شرحًا مميزًا لحديث نبوي شريف قلّ ذكره بين الناس، لكن يحمل في طياته لُبّ الذكر الصادق وخشوع القلب.
وجاء في الحديث عن أنس رضي الله عنه، قال:"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يا مُصَبِّح، أَذِبْ قلبَك على ذكرِك. فقال: يا رسول الله، أَمِنْهَا جَنتَ فَضَلَتَ قَلْبُنا؟ قال: نعم، أُصَيبين من أَصَابِعِك، فَلِتَكنَ كيفَ شِئْتَ."
"أذب قلبك على ذكرك".. دعوة نبوية لإحياء القلب في وقت الغفلة
أوضح الدكتور علي جمعة أن هذا الحديث يحمل دعوة مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم لتليين القلوب بالذكر في أول النهار، في وقت يغفل فيه الكثيرون عن استحضار الله في بداية يومهم، مشيرًا إلى أن "إذابة القلب" معناها إذابته من القسوة، وكسوه بالحضور والخشوع في الذكر.
وأضاف أن من معاني الحديث أيضًا: أن الإنسان مطالب في بداية يومه أن يستفتح نهاره بذكرٍ صادق، يحيي به قلبه، ويستعد لمجريات الحياة بيقظة روحية تقيه من الغفلة والاضطراب.
هل الذكر يلين القلب؟ نعم.. والحديث خير دليل
عندما سأل الصحابي: "أمِنْهَا جَنتَ فَضَلَتَ قَلْبُنا؟" أي: هل بالغتَ يا رسول الله حتى فار القلب مكانه؟ أجابه النبي: "نعم، أُصَيبين من أَصَابِعِك، فَلِتَكنَ كيفَ شِئْتَ"، إشارة إلى أن الذكر إذا دخل القلب بإخلاص، فإنه يذيب القسوة ويُحيي الروح، ويصبح أثره واضحًا في سلوك الإنسان وكلامه ووجدانه.
رسالة تربوية لكل مسلم في زمن الغفلة
يؤكد الدكتور علي جمعة أن هذا الحديث يحمل بعدًا تربويًا عظيمًا، خاصة في زمان كثرت فيه المشاغل وتراجعت فيه العبادات القلبية. فالدعوة إلى الذكر ليست فقط لسانًا يُردد، بل قلبًا يتفاعل ويخشع ويذوب حُبًا لله وطلبًا لقربه.
وهو ما يعيد التذكير بقول الله تعالى:
"ألا بذكر الله تطمئن القلوب" [الرعد: 28].
ختامًا.. بداية يومك بذكر الله تحيي قلبك وتنير طريقك
إذا أردتَ يومًا مباركًا، ونفسًا مطمئنة، فقُم من صباحك وأذب قلبك على ذكر الله. كرر دعاءك، وردد الأذكار بخشوع، واسعَ أن يكون قلبك حاضرًا كما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن في الذكر حياة، وفي الغفلة موت.