عاجل

أستاذ بجامعة الأزهر: الإسلام ينهى عن التنمر ويعتبره إثماً عظيماً (فيديو)

الدكتور حسن القصبي
الدكتور حسن القصبي

أكد الدكتور حسن القصبي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، أن الإسلام حرّم التنمر بجميع أشكاله، سواء كان باللفظ أو الفعل أو السخرية، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يعد اعتداءً ينهى عنه الدين الحنيف، مستدلًا بقوله تعالى: "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين."

المتنمر في الحقيقة

وخلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية مروة شتلة في برنامج "البيت"، المذاع على قناة "الناس"، أوضح الدكتور القصبي أن المتنمر في الحقيقة يعترض على خلق الله، وكأنه يسخر مما قدره الله للآخرين، وهو تصرف مذموم نهى عنه القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن."

التمييز والسخرية

وأضاف أن الكلمة قد تكون سببًا في رفعة الإنسان أو هلاكه، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ عندما عاتب الصحابي أبا ذر الغفاري بعدما عيَّر أحد الصحابة بأمه، فقال له: "إنك امرؤ فيك جاهلية." وأوضح أن هذا الحديث يدل على رفض الإسلام لكل أشكال التمييز والسخرية، وأن الله سبحانه وتعالى قد كرّم الإنسان وسخّر له الكون كله، فلا يجوز إهانة من كرّمه الله.

الحكم الشرعي للتنمر

وفيما يتعلق بالحكم الشرعي للتنمر، شدد الدكتور القصبي على أنه إثم عظيم وحرام شرعًا، مشيرًا إلى أن الله عندما ينهى عن شيء دون تحديد العقوبة، فإن ذلك يدل على شدتها، تمامًا كما أن إبهام الأجر في بعض المواضع يدل على عظمته. وأكد أن المسلم مطالب بالالتزام بأخلاق الإسلام التي تدعو إلى الاحترام والتقدير، وتحرم السخرية والاستهزاء بالآخرين.

السخرية اللفظية

وأشار إلى أن التنمر لا يقتصر فقط على السخرية اللفظية، بل يشمل أشكالًا متعددة من الإساءة، مثل إيذاء الجار، وقطع الأرحام، وحرمان الآخرين من حقوقهم، مؤكدًا أن هذه السلوكيات تتنافى مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى التراحم والتسامح ونبذ الأذى.

خطورة التنمر

ودعا الدكتور القصبي إلى ضرورة نشر الوعي بخطورة التنمر، سواء في المدارس أو أماكن العمل أو عبر وسائل الإعلام، مؤكدًا أن التصدي لهذا السلوك مسؤولية مجتمعية، تتطلب تعزيز القيم الأخلاقية وتفعيل دور التوعية الدينية والتربوية، لتنشئة أجيال تدرك أهمية احترام الآخرين وتجنب أي ممارسات تؤذيهم نفسيًا أو جسديًا.

تم نسخ الرابط