عاجل

أمين الفتوى يحذر من خطورة التنمر وأثر الكلمة في الإسلام | فيديو

الشيخ إبراهيم عبد
الشيخ إبراهيم عبد السلام

قال الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الكلمة قد تستغرق أقل من ثانية للنطق بها، لكنها تحمل أثرًا عميقًا في نفس الإنسان، وقد تكون سببًا في إيذائه نفسيًا أو حتى التأثير على علاقته بالله وبالآخرين؛ جاء ذلك خلال حديثه عن خطورة التنمر والآثار السلبية التي يسببها، مؤكدًا أن الإسلام شدد على ضرورة ضبط اللسان وتجنب الكلمات الجارحة التي قد تُحدث ضررًا كبيرًا في نفوس الآخرين.

الذنوب المتعلقة باللسان

وخلال حواره مع الإعلامية زينب سعد الدين في برنامج "فتاوى الناس" على قناة "الناس"، أوضح الشيخ إبراهيم  أن الإسلام وضع ضوابط صارمة لضبط الكلام، وحذّر من الذنوب المتعلقة باللسان، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".

الأثر الروحي لعباداته

وأشار إلى أن هذا الحديث يؤكد أن الأخلاق واللسان جزء لا يتجزأ من العبادات، وأن المسلم الذي يؤذي الناس بالكلام السيئ أو الغيبة أو الخوض في الأعراض يفقد الأثر الروحي لعباداته، حيث لا تحقق الغاية المرجوة منها في تزكية النفس وتهذيب الروح، مضيفًا أن الأذى اللفظي والتنمر من الأمور التي تتنافى مع مبادئ الإسلام، حيث أن الكلمة قد تكون وسيلة لبناء علاقات طيبة ومؤثرة، أو قد تتحول إلى سلاح يهدم النفوس ويخلق العداوات.

التنمر والفطرة الإنسانية 

وفي حديثه عن ظاهرة التنمر، شدد أمين الفتوى على أن التنمر سلوك مرفوض تمامًا في الإسلام، لأنه يتعارض مع الفطرة الإنسانية السليمة، ويسيء إلى الآخرين دون وجه حق، معتبرًا أن هذا السلوك دليل على سوء الأدب وقسوة القلب، وهو ما يخالف تمامًا نهج النبي ﷺ الذي كان مثالًا للأخلاق الحسنة والتعامل الراقي مع الجميع.

النبي ﷺ نموذج الرحمة 

وضرب الشيخ إبراهيم عبد السلام مثالًا من سيرة النبي ﷺ في حسن التعامل مع الآخرين واحترام مشاعرهم، مستشهدًا بقصة الصحابي زاهر بن حرام، الذي كان دميم المظهر، إلا أن النبي ﷺ لم يعامله بناءً على شكله، بل كان يجبر خاطره ويظهر له المحبة والود، قائلًا: "زاهر باديتنا ونحن حاضرون"، في إشارة إلى مكانته المهمة بين الصحابة.

التصرف النبوي

وأكد أن هذا التصرف النبوي يُعد نموذجًا يُحتذى به في معاملة الآخرين بلطف واحترام، بغض النظر عن مظهرهم أو صفاتهم الشخصية، مشيرًا إلى أن الإسلام يحث على تقدير الناس وإظهار المحبة لهم بدلاً من السخرية والتنمر عليهم.

دعوة لضبط اللسان 

وأكد على أهمية التحلي بالأخلاق الحسنة، والتوقف عن إطلاق الأحكام الجارحة أو العبارات السلبية التي قد تؤذي الآخرين. وأوضح أن اللسان مسؤولية كبيرة، ومن الواجب على كل مسلم أن يستخدمه في الخير بدلاً من أن يكون سببًا في إيذاء الناس، داعيًا إلى نشر القيم الأخلاقية التي تعزز المحبة والرحمة بين أفراد المجتمع.

تم نسخ الرابط