دار الإفتاء تحسم الجدل: الشقة المؤجرة لا تُورَّث بعد وفاة المستأجر

أثارت قضية الشقة المؤجرة وما إذا كانت تُعتبر من التركة بعد وفاة المستأجر، تساؤلات عديدة بين الناس، خاصة عندما يقيم الأبناء مع والديهم في الشقة لفترة طويلة. ومن أجل حل هذا الجدل، قدم فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف والمفتي الأسبق، فتوى حاسمة عبر موقع دار الإفتاء المصرية الرسمي، موضحًا الحكم الشرعي بشكل قاطع.
ليست جزءًا من التركة
وأكد الدكتور علي جمعة، أن الشقة المؤجرة لا تُعتبر جزءًا من التركة، لأن الميراث يشمل فقط الأشياء التي يمتلكها المتوفى بالفعل وقت وفاته. وأضاف أن الإيجار لا يُعد تمليكًا للعين المؤجرة، بل تمليكًا للمنفعة فقط. وبناءً على ذلك، الشقة المؤجرة لا تُورث، بل تبقى ملكية العقار لصاحب الشقة الأصلي، ولا يحق للمستأجر التصرف فيه إلا وفقًا لعقد الإيجار.
أحقية الانتفاع بالشقة
وأوضح الدكتور علي جمعة أن الشخص الذي كان يقيم مع المستأجر في الشقة إقامة ثابتة ومستقرة لمدة لا تقل عن سنة قبل وفاة المستأجر، له الحق في الاستمرار في الانتفاع بها. وفي الحالة التي وردت في الفتوى، حيث أقام الابن مع والدته المتوفاة في الشقة المؤجرة لمدة 13 سنة، فإن له حق الانتفاع بالشقة، ولكنها لا تُعد جزءًا من التركة ولا تُوزع بين الورثة.
الرأي الشرعي
واستند الدكتور علي جمعة إلى القاعدة الشرعية التي تقول إن الإيجار ليس تمليكًا للعقار بل تمليكًا للمنفعة فقط. وبهذا، لا يمكن اعتبار الشقة المؤجرة جزءًا من التركة أو تقسيمها بين الورثة. كما أكد أن تنظيم انتقال حق الانتفاع بالعقارات المؤجرة - كما يقرّه ولي الأمر- هو أمر مشروع شرعًا ويخدم مصلحة عامة وينظم الحقوق بين الأفراد.
خلاصة القول
إذا كنت تعيش في شقة مؤجرة مع أحد والديك المتوفين، لا داعي للقلق بشأن توريث الشقة. الشقة المؤجرة ليست من التركة، ولكن إذا كنت قد أقمت فيها مع المتوفى بشكل ثابت لمدة سنة على الأقل قبل وفاته، فإن لك الحق في الاستمرار في السكن بها، وفقًا لما أكدته فتوى الدكتور علي جمعة.