علي جمعة : النموذج المصري الثقافي يستحق الدراسة وله الريادة

في ظل التحديات الثقافية والفكرية التي تمر بها المجتمعات العربية، يبرز النموذج المصري كأحد النماذج الحضارية الفريدة التي تستحق الدراسة والفهم العميق، ليس فقط من باب استحضار الماضي، بل لصناعة مستقبل ثقافي مزدهر.
الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أضاء جوانب هذا النموذج من خلال طرح فكري متكامل عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، مؤكدًا أن النموذج المصري يملك من الريادة والخصوصية ما يجعله سابقًا لكثير من التجارب في العالم العربي والإسلامي.
النموذج المصري.. أصالة متجددة ورؤية فريدة
يرى الدكتور علي جمعة أن النموذج المصري فريد في بنائه، غني بتجربته، ومتنوع في عناصره. وقد مر بتحليلات متباينة، بعضها بني على سوء فهم، أو جهل بطبيعته، أو تحيز أيديولوجي يمينًا أو يسارًا.
ويشير إلى أن هذا النموذج لا يُفهم فقط من خلال ماضيه، بل من خلال تطوره، وتفاعله مع التغيرات العالمية، مما يجعله مرشحًا دائمًا لأن يكون نموذجًا رائدًا قابلًا للدراسة والتطوير.
أسئلة جوهرية تفتح أبواب الفهم والتجديد
في طرحه، يعرض د. جمعة عشرات الأسئلة التي تمثل محاور رئيسية لفهم النموذج المصري وتحدياته، منها:
ما طبيعة العلاقة بين الدولة والدين في مصر؟
ما موقف الشعب المصري من المشروع العلماني؟ وهل هناك توازن حقيقي بين الحداثة والهوية؟
كيف يمكن التفرقة بين مفهومي الحرية والتغريب؟
هل نحن بحاجة إلى إصلاح؟ وما ملامح الإصلاح المنشود؟
ما أسباب أزمة الثقافة؟ وهل هي أزمة شعب أم أزمة دولة؟
كيف نواجه الأمية بأنواعها: الهجائية، والمهنية، والثقافية، والتكنولوجية؟
كيف نُزيل الأمية ونعالج البطالة ونُشيع قيم العمل والعلم؟
ما مدى معرفتنا بعلوم الإدارة الحديثة، وموقعنا من مجريات الأحداث العالمية؟
كيف نعيد إحياء قيم العمل، والبحث العلمي، والمشاركة في بناء الحضارة؟
من التراث إلى المستقبل.. معادلة التوازن والبناء
يؤكد الدكتور علي جمعة أن التعامل مع التراث الإسلامي والإنساني يجب أن يكون بمنهج علمي متجدد، يسمح بالإبداع والانطلاق، دون التفريط في الثوابت، ولا الجمود أمام المتغيرات.
كما يدعو إلى ضرورة بناء مشروع معرفي مصري، يستند إلى أدوات العصر: من موسوعات، وترجمة، وتعليم حديث، وفنون، وأدب، حتى ننتقل من ثقافة التلقين إلى ثقافة الإبداع والمشاركة.
دعوة للوعي والإصلاح وبناء الهوية
رؤية د. علي جمعة تتجاوز حدود التنظير، فهي دعوة صادقة لإعادة التفكير في النموذج المصري كمشروع ثقافي متكامل، يعالج قضايا البطالة، والانتماء، والتعليم، ويعيد لمصر مكانتها المعرفية والحضارية في محيطها الإقليمي والدولي.