دار الإفتاء المصرية تحسم الجدل.. لا يجوز عمل فتحات تهوية في القبور

في فتوى رسمية نشرتها دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، أجابت عن سؤال أثار الجدل بين البعض حول "جواز عمل فتحات تهوية في القبور لخروج رائحة الميت". وأوضحت الدار أن هذا التصرف لا يجوز شرعًا، مبيّنة الحكمة من دفن الميت بالطريقة المعروفة، ومؤكدة أن حفظ حرمة المتوفى وكتم رائحته جزء لا يتجزأ من مقاصد الدفن في الشريعة الإسلامية.
لا يجوز فتح القبر لإخراج الروائح.. هذا هو الحكم الشرعي
أكدت دار الإفتاء المصرية أن إحداث فتحة في القبر بحجة تهوية المكان أو إخراج رائحة الميت لا يجوز شرعًا، بل يُعتبر مخالفًا لسنن الدفن التي أقرها الشرع وأجمع عليها المسلمون. وشددت على أن من تمام الدفن سدّ كل الفُرَج والمنافذ داخل القبر، حفاظًا على حرمة الميت وصيانة لجثته، ومنعًا لانتشار الروائح التي قد تؤذي الأحياء.
الدفن في الإسلام.. تكريم للميت وصيانة لحرمته
أوضحت دار الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى شرع دفن الإنسان بعد وفاته تكريمًا له وصيانةً لحرمته، واستدلت بآيات من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى:
﴿ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ﴾ [عبس: 21]
﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ﴾ [طه: 55]
لتبيّن أن القبر هو كِنٌّ يُستر فيه الجسد عن الأحياء، حماية من الأذى والروائح الكريهة.
من السنة النبوية إلى فقه الأئمة.. سد الفتحات واجب
استعرضت دار الإفتاء ما جاء في السنة النبوية من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدفن، مشيرة إلى أنه كان يُسدّ اللحد بالطوب أو الحجر، وتُغلق الفُرَج بين اللبن والتراب. ونقلت الدار عن فقهاء المذاهب الأربعة إجماعهم على أهمية إغلاق منافذ القبر بشكل محكم، واعتبار ذلك من تمام الدفن وصيانة الميت من النبش أو وصول التراب والهوام إليه.
الخلاصة.. سد القبر واجب شرعي لا مجال فيه للهوى
خلصت دار الإفتاء المصرية إلى أن عمل فتحات تهوية في القبور أمر مرفوض شرعًا، لأنه يتعارض مع مقاصد الشريعة في دفن الميت، والمطلوب شرعًا هو إحكام غلق القبر لمنع انتشار الروائح وصيانة حرمة المتوفى، وهو ما تواتر عليه المسلمون منذ عهد النبوة وحتى اليوم.