عاجل

علي جمعة: الفهم الصحيح للتراث الإسلامي هو الخطوة الأولى نحو النهضة الحضارية

د.علي جمعة
د.علي جمعة

 في منشور جديد عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تحدث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن أهمية الفهم العميق للتراث الإسلامي كخطوة أولى لا غنى عنها قبل أي محاولة للنقد أو التطبيق.
 

وأكد أن نقل الدين بصورة صحيحة للأجيال القادمة يتطلب امتلاك أدوات التعامل الواعي مع الموروث الإسلامي، مع ضرورة التمييز بين النصوص المقدسة “الكتاب والسنة” وبين ما أنتجه العقل المسلم من فكر وعلوم وفتاوى.

الفجوة المعاصرة بين الباحثين والموروث الإسلامي

أوضح الدكتور علي جمعة أن هناك فجوة واضحة بين الباحثين المعاصرين والموروث الإسلامي الثري، مشيرًا إلى أننا كثيرًا ما نقرأ القرآن أو السنة أو كتب التراث دون أن نُدرك دلالاتها، مما يضعف من قدرتنا على الاستفادة منها. وقال: "الفهم هو الخطوة الأولى، ولا يمكن نقد التراث أو تطبيقه دون وعي بمضمونه ودلالاته."

ثلاث مراحل لفهم وتفعيل التراث

وشدد د. علي جمعة على ضرورة اتباع ثلاث مراحل للتعامل الصحيح مع الموروث الإسلامي، تبدأ بـ"الفهم"، ثم "التجريد" أي استخلاص المبادئ والقيم، ثم "الاستنباط" أي استخراج المناهج والقواعد التي تصلح للاستخدام في الواقع المعاصر، مبينًا أن الهدف ليس محاكاة الماضي بل الاستفادة منه في تطوير الحاضر وبناء المستقبل.

التراث الإسلامي: نص ووحي ونتاج بشري

وأشار فضيلته إلى أن التراث الإسلامي يتكون من شقين:

نتاج فكري: وهو ثمرة التفاعل البشري مع نصوص الوحي (القرآن والسنة).

واقع تاريخي: يتضمن خمسة عوالم هي: الأشخاص، الأشياء، الأفكار، الرموز، والأحداث.


وأوضح أن النص هو "محور الحضارة الإسلامية" وكل العلوم التي نشأت جاءت خادمة له، بداية من النحو والبلاغة إلى علم التوثيق وأصول الفقه.

حدود الفهم الصحيح للتراث

وبيّن د. علي جمعة أن للفهم الصحيح للتراث حدودًا يجب الالتزام بها، وهي:

1. اللغة العربية: بوصفها الوعاء الحامل للمعنى.


2. الإجماع: وعدم الخروج عليه.


3. مقاصد الشريعة: حفظ الدين، النفس، العقل، النسل، والمال.


4. النموذج المعرفي الإسلامي: أو ما يُعرف بالعقيدة.


5. القواعد الفقهية العامة: مثل "لا ضرر ولا ضرار"، و"لا تزر وازرة وزر أخرى".


المنهج الأزهري: أصالة وتجديد

واختتم الأستاذ الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن مطالعة هذا التراث الكنز، وفهم مناهجه وأسئلته الكبرى، هو الأساس لبناء عقلية علمية رصينة كما فعل الأعلام الكبار من أمثال ابن خلدون، وابن رشد، والبيروني، وغيرهم، مشيرًا إلى أن منهج البحث العلمي الحديث ذاته له جذور واضحة في منهجية أصول الفقه عند الرازي والبيضاوي.

تم نسخ الرابط