5 أخلاقيات ذهبية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.. نصائح هامة من دار الإفتاء

مع الانتشار الواسع لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي، باتت الحاجة مُلحّة لتذكير الناس بأخلاقيات التعامل عبر هذه الوسائل، خصوصًا في ظل ما نشهده من تجاوزات يومية تمسّ القيم الدينية والاجتماعية. وفي هذا السياق، قدّم الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، خمس نصائح هامة تُشكل دليلًا أخلاقيًا للمسلم في استخدام وسائل التواصل.
1- لا تتحدث فيما لا تعرف
أولى النصائح التي أكد عليها الدكتور هشام ربيع: أن يمتنع الإنسان عن الخوض في ما لا يحسنه أو يجهله. واستدل بقول الله تعالى:
{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36]،
فمن أخطر ما يشيع على الإنترنت هو الكلام بغير علم، ونقل معلومات مغلوطة قد تضر بالناس والمجتمع.
2- احذر ترويج الشائعات
الفتن تبدأ غالبًا من خبرٍ كاذب. حذّر د. هشام ربيع من الانخداع بالمحتوى المغشوش أو المحرّف، خاصة ذلك الذي يُروّج بنية خبيثة لزرع الفتن وزعزعة الاستقرار. الكثير من الشائعات تبدأ بصورة أو فيديو بلا مصدر موثوق، ويقع الناس في فخها دون تثبّت.
3- لا للسخرية أو التنمّر الإلكتروني
السخرية من الآخرين – ولو بتعليق أو صورة – تُعدّ إساءة يحذر منها الإسلام، وقد قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ} [الحجرات: 11]
وشدد د. هشام على أن احترام خصوصيات الناس واجب شرعي، مؤكدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
«مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ» (رواه الترمذي).
4- صوْن الخصوصية وتجنّب نشر الفواحش
التعدي على خصوصيات الناس أو نشر ما أمر الشرع بسترِه – مثل العورات أو الأفعال السيئة – يدخل في باب إشاعة الفاحشة. وأورد د. هشام قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 19]
بل ونقل عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله:
«القائل للفاحشة والذي يشيع بها في الإثم سواء».
5- احرص على وقتك
من أهم ما يغفل عنه الناس هو ضياع الأوقات في المحادثات والتصفح بلا فائدة. قال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3]
ودعا د. هشام إلى أن يكون استخدام وسائل التواصل لما فيه الخير والنفع، لا للهدر والانشغال بما لا يُجدي.
الخلاصة: إمّا أن تقول خيرًا.. أو لتصمت
جمع د. هشام ربيع هذه الأخلاقيات في قاعدة جامعة: على المسلم أن يحفظ لسانه ويده، فلا يكتب أو ينشر إلا خيرًا، وإلا فليصمت، مستشهدًا بقوله تعالى:
{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]،
وبحديث النبي:
«مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».