عاجل

هل المتوفي بمرض السرطان يُعد شهيدًا؟.. دار الإفتاء المصرية تجيب

مريض- أرشيفية
مريض- أرشيفية

في فتوى رسمية نشرتها دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني، أجابت عن سؤال شائع في أذهان كثير من الناس في هذا العصر: هل من يموت بسبب مرض السرطان يُعد شهيدًا؟ وجاءت الفتوى لتبعث الأمل في القلوب وتُسلي أهل المرضى وأسرهم، مؤكدة أن الموت بهذا المرض المؤلم يُرجى لصاحبه أجر الشهيد في الآخرة.

السرطان من أسباب الشهادة في الإسلام

أوضحت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية وسّعت من مفهوم الشهادة، ولم تحصره في القتل في سبيل الله فقط، بل شملت أمراضًا وأسبابًا أخرى، تقديرًا من الله عز وجل لما يعانيه المسلم من ألم وبلاء. وبيّنت أن مرض السرطان يدخل في هذا الإطار لما فيه من شدة الألم وطول المعاناة.

وأشارت إلى أن مرض السرطان يشترك في الأعراض والمضاعفات مع أمراض أخرى وردت في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، والتي يُمنح من مات بها أجر الشهادة، كداء البطن والطاعون والسل والحمى.

أنواع الشهداء في الشريعة الإسلامية

استندت الفتوى إلى تصنيف العلماء لأنواع الشهداء، والتي تنقسم إلى:-

1. شهيد الدنيا والآخرة: وهو من يُقتل في قتال مشروع، كالجهاد ضد المعتدين.


2. شهيد الدنيا فقط: وهو من يُقتل في قتال لكنه لا يُخلص النية.


3. شهيد الآخرة فقط: وهو من يموت بسبب مرض أو حادث أليم، كالطاعون والغرق والهدم.


ويندرج مريض السرطان، بحسب دار الإفتاء، تحت النوع الثالث من الشهداء – شهيد الآخرة – ممن يرجى لهم الثواب الكامل في الآخرة، وإن كانت تُجرى عليهم أحكام الموتى في الدنيا من تغسيلٍ وتكفينٍ وصلاةٍ ودفن.

ليس حصرًا.. بل تنبيه على ما في معناها

أكدت الفتوى أن الأحاديث النبوية التي ذكرت أسباب الشهادة لم تأتِ للحصر، بل جاءت لتُلفت الانتباه إلى أن الشهادة قد تكون جزاءً لمن مات في ظروف مشابهة، أو أشد ألمًا. وقد ذكر العلماء، كالحافظ السيوطي والتقي السبكي، أن الضابط الجامع للشهادة هو: الموت بسببٍ خارجي يصاحبه ألم شديد.

وقد صنّف بعض العلماء أسباب الشهادة إلى أكثر من 50 سببًا، ما يفتح الباب واسعًا للرحمة الإلهية لعباده، ويُكرّم من يموت في ألم شديد – كمرضى السرطان – بأن يُكتب له أجر الشهيد في الآخرة.

الخلاصة: أمل ورحمة

خلصت دار الإفتاء المصرية إلى أن من مات بسبب مرض السرطان يُرجى له أجر الشهيد في الآخرة، لما في هذا المرض من شدة الألم والمعاناة، ولأنه يدخل ضمن الأمراض المنصوص عليها في الشريعة، أو التي تُلحق بها بالمعنى والمشقة. لكن في الوقت ذاته، تجري عليه أحكام الميت العادي في الدنيا.

فتوى تُعطي الأمل، وتذكرنا برحمة الله الواسعة التي لا تُقيد بزمن ولا مرض، وتُهوّن على أهل المرضى ما أصابهم من حزن وفقد.

تم نسخ الرابط