عاجل

مريم بنت عمران.. الصديقة الطاهرة وأشرف نساء العالمين

سيدة نساء العالمين
سيدة نساء العالمين مريم بنت عمران

مريم بنت عمران، سيدة نساء العالمين، وأم نبي الله عيسى عليه السلام، هي المرأة الوحيدة التي ذُكر اسمها صراحة في القرآن الكريم، وسُمّيت سورة كاملة باسمها، تخليدًا لقصة إيمانها وعفافها ومعجزتها العظيمة.

نشأتها الطاهرة في بيت العبادة

وُلدت مريم في بيتٍ صالح، فنشأتها كانت مختلفة منذ بدايتها. نذرتها أمها لخدمة بيت الله، فقالت:
"إني نذرت لك ما في بطني محررًا فتقبل مني" [آل عمران: 35].

فتربّت في المسجد، وكانت من أعبد نساء بني إسرائيل، واصطفاها الله بقوله:
"يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين" [آل عمران: 42].

عفتها وصبرها على الابتلاء

كانت مريم رمزًا للعفة والطهارة، ومع ذلك ابتلاها الله بمعجزة عظيمة: أن تحمل دون زواج!
وجاءها جبريل عليه السلام في صورة بشر، وقال لها:
"إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلامًا زكيًّا" [مريم: 19].

فأصابها الذهول، وقالت:
"أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر" [مريم: 20].

ومع ذلك، سلّمت لأمر الله، وحملت بعيسى عليه السلام واعتزلت الناس حتى وضعته.

موقفها الخالد عند الولادة

حين جاءها المخاض، كانت وحدها تحت جذع نخلة، تتألم جسديًا ونفسيًا، وقالت:
"يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيًا" [مريم: 23].

لكن الله ساندها، وأوحى إليها أن تهز جذع النخلة، فتساقطت عليها رطبًا جنياً، وطمأنها بأن وليدها سيكون آية للعالمين.

ابنها يتكلم في المهد

عادت مريم إلى قومها تحمل وليدها، فاتهموها، لكنها أشارت إليه، فأنطق الله عيسى عليه السلام وهو رضيع، وقال:
"إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًّا" [مريم: 30].

فكانت هذه المعجزة برهانًا على براءتها، ورفعة مكانتها.

مكانتها في الإسلام

مريم هي المرأة الوحيدة التي وُصفت في القرآن بأنها "صدّيقة"، وهي من النساء الأربع الكاملات، كما جاء في الحديث:

"كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضلت عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام."
رواه البخاري ومسلم.

هذا الحديث يُظهر مكانة مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وعائشة رضي الله عنها، حيث تم تصنيفهن بين أكمل النساء في تاريخ البشرية، مع تفضيل عائشة على باقي النساء كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

لقد كانت مريم بنت عمران مثالًا حيًا للعفة، والطهارة، والإيمان الكامل. تربت في بيت النبوة والعلم، وجاءت معجزة حملها بابنها عيسى عليه السلام لتكون واحدة من أعظم النساء في تاريخ الإنسانية. مكانتها العالية في القرآن الكريم ودورها في معجزة الولادة دون زوج، جعل منها قدوة لجميع المؤمنين في الثبات على الحق، والصبر في مواجهة التحديات.

لقد تعلمنا من قصة مريم كيف يكون الإيمان بالله طريقًا للنجاة، وكيف أن التوكل على الله في أوقات البلاء يولد فينا القوة والصبر. وهي تظل مثالًا للأجيال القادمة على الإيمان الراسخ، والإلتزام بالفضيلة، والاعتماد على الله في كل أمر.

تم نسخ الرابط