هل يبطل صيامك إذا استنشقت دخان السجائر دون قصد؟.. دار الإفتاء توضح

يتساءل كثير من الصائمين، خاصة في الأماكن العامة وأثناء ساعات العمل، عن حكم استنشاق دخان السجائر دون قصد خلال الصيام، وهل يؤثر ذلك على صحة صيامهم؟ دار الإفتاء المصرية أجابت على هذا التساؤل بشكل واضح عبر موقعها الإلكتروني، موضحة الحكم الشرعي لهذه المسألة التي تهم عددًا كبيرًا من الناس، خاصة في أيام الصيام التطوعي أو في رمضان.
أكدت دار الإفتاء المصرية أن التدخين بجميع أنواعه وصوره يُعد من المفطرات، لما فيه من إيصال مادة غريبة إلى الجوف عمدًا عن طريق الفم أو الأنف. ومع ذلك، أوضحت الدار أن استنشاق غير المدخِّن لدخان السجائر أثناء تنفسه الطبيعي، دون قصد منه، لا يفسد الصيام ولا يُعد من المفطرات، ولا إثم عليه في ذلك.
الهواء المختلط بالدخان لا يُفطر في هذه الحالة
بيَّنت دار الإفتاء أن الهواء الذي قد يختلط بدخان السجائر في الأماكن المغلقة أو العامة، لا يُعد مفطرًا إذا استنشقه الصائم اضطرارًا أثناء تنفسه الطبيعي، لأنه لا يمكنه التحرز عنه، ولا يُكلّف الإنسان بإغلاق فمه أو وضع لثام أثناء وجوده في تلك الأماكن.
وأضافت الدار أن هذا الأمر يدخل في نطاق ما تعذر الاحتراز عنه، مثل غبار الطريق أو الدقيق أو الدخان الناتج عن الحريق، وهي كلها أمور لا تُبطل الصيام، كما ذكر ذلك كبار الفقهاء من المذاهب الأربعة في كتبهم.
رأي الفقهاء في ما لا يمكن التحرز عنه
استندت دار الإفتاء إلى أقوال كبار العلماء من المذاهب الأربعة، مثل الإمام السرخسي الحنفي، والإمام الخرشي المالكي، والإمام الرملي الشافعي، وابن قدامة الحنبلي، الذين اتفقوا جميعًا على أن ما يدخل الحلق من غبار أو دخان لا يمكن للإنسان التحرز عنه، لا يُفطّر الصائم ولا يوجب عليه القضاء.
وأكدت أن التكليف الشرعي لا يكون إلا بما يقدر عليه الإنسان، مشيرة إلى قول الإمام الشاطبي في كتابه "الموافقات": "ما لا قدرة للمكلَّف عليه لا يصح التكليف به شرعًا وإن جاز عقلًا".
خلصت دار الإفتاء المصرية إلى أن تعرض الصائم لدخان السجائر عن غير قصد لا يفسد الصوم ولا حرج فيه، ما دام لم يتعمد استنشاقه، وكان ذلك أثناء تنفسه الطبيعي في مكان فيه مدخنون.