ما حكم الصلاة بالحذاء في العمل؟.. الأزهر يوضح الضوابط والشروط الصحيحة
ماهي أحكام الصلاة بالحذاء أثناء الدوام؟ وهل هذا يتعارض مع شروط الطهارة أو آداب الصلاة؟ أسئلة تتردد في أذهان الناس.
وفي فتوي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أجاب المركز، محددًا ثلاثة ضوابط شرعية تُجيز أداء الصلاة بالحذاء، بشرط مراعاتها عند أداء الصلاة.
فتوى الأزهر: الأصل في الأمر التيسير لا التعسير
أوضح فتوى الأزهر أن الصلاة بالحذاء من الأمور الجائزة شرعًا، بل إنها تدخل في باب الرخص التي تدل على سماحة الشريعة الإسلامية ويسرها، خاصة في بيئات العمل أو الأماكن المفتوحة، حيث قد يصعب على الموظف أو العامل خلع حذائه، لافتاً إلى أن هذا الجواز لا يكون على إطلاقه، وإنما يرتبط بضوابط ثلاث لا بد من تحققها.
شروط أداء الصلاة بالحذاء
ـ أن يكون الحذاء الذي يرتديه المصلي طاهرًا من النجاسات، سواء كانت ظاهرة أو خفية. واستشهد المركز بحديث ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حين سُئل: "أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه؟" فقال: "نعم" (رواه البخاري).
كما ورد في حديث أبي سعيد الخدري أن النبي خلع نعليه أثناء الصلاة بعدما أبلغه جبريل عليه السلام أن بهما أذًى، فأمر الصحابة بالنظر في نعالهم قبل الصلاة.
ألا يؤدي الحذاء إلى تلويث مكان الصلاة، خاصة إذا كانت الأرض مفروشة أو نظيفة، كالمساجد والمكاتب ذات السجاد. ففي هذه الحالة يجب خلع الحذاء احترامًا لنظافة المكان وقدسيته.
يشترط أن تكون هناك حاجة حقيقية للصلاة بالحذاء، مثل الصلاة في أماكن مفتوحة أو شديدة الحرارة، كالصحراء أو مواقع البناء، حيث قد يتعذر على المصلي الوقوف حافيًا أو على الأرض مباشرة.
الصلاة بالحذاء صحيحة لكن بشروط
من جهته، أكد دار الإفتاء المصرية، أن الصلاة بالحذاء صحيحة وجائزة ما دام الحذاء خاليًا من النجاسة، مشيرًا إلى أن الرخصة جاءت تيسيرًا على الناس، وليس تشديدًا عليهم.
وأضافت أن ما يعلق بالحذاء من أذى أثناء السير عادة ما يطهره التراب، مستدلًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى فإن التراب له طهور" (رواه أبو داود).
وأوضحت دار الإفتاء أن الصلاة في الحذاء جائزة خارج المساجد المفروشة، مشيرًا إلى أن المساجد الآن أصبحت مغطاة بالسجاد أو الحصير، وهو ما يستدعي خلع الحذاء حفاظًا على النظافة ورائحة المكان.
