حكم الصلاة جالسًا وما هي شروطها في حالات العجز أو المرض.. الأزهر يوضح

أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى، على سؤال هام يخص كيفية أداء الصلاة في حال الصلاة جالسًا، وهل يتعين على المصلي أن يؤدي تكبيرة الإحرام وهو قائم.
وأوضح الأزهر أن القيام في الصلاة، يُعتبر ركنًا من أركان الصلاة المفروضة، ولا يجوز للمصلي أن يؤدي الصلاة جالسًا إلا في حالات معينة.
حكم من يصلي وهو جالس؟
وبين فتوى الأزهر، الحالات التي تكون فيها الصلاة جالسًا جائزة، وهي التي يُعجز فيها المصلي عن القيام، مثل أن يكون مصابًا بعجز أو مرض يمنعه من الوقوف، أو في حال كان هناك خوف من تفاقم المرض إن قام للصلاة. كما يمكن أن يصلي جالسًا إذا كان في حالة خوف من العدو، أو في حال عدم وجود ما يستر عورته.
وقد استدل الأزهر على ذلك بقوله تعالى: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" (الحج/78)، و"لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" (البقرة/286).

كما استدل بحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذي رواه البخاري في صحيحه، عن عمران بن حصين، رضي الله عنه، حيث قال:" كانَتْ بِي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ".
أما في حالة الصلاة المفروضة، فإذا صلى الشخص جالسًا دون عذر، وكان قادرًا على القيام، فتُعتبر صلاته باطلة لتركه أحد أركان الصلاة الأساسية.
حكم الصلاة جالساً في النوافل
وفيما يخص صلاة النافلة، أوضح فتوى الأزهر أن الجلوس فيها جائز دون عذر، على أن المصلي في هذه الحالة يحصل على نصف أجر القائم، واستدل بالحديث الشريف الذي رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، حيث قال: "صَلاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا نِصْفُ الصَّلاةِ . قَالَ : فَأَتَيْتُهُ ، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي جَالِسًا ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى رَأْسِهِ ، فَقَالَ : مَا لَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ؟! قُلْتُ : حُدِّثْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ قُلْتَ : صَلاةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا عَلَى نِصْفِ الصَّلاةِ ، وَأَنْتَ تُصَلِّي قَاعِدًا ! قَالَ : أَجَلْ ، وَلَكِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ ) ومعنى قوله – صلى الله عليه وسلم : ( لست كأحد منكم )"، وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الفعل، مشيرًا إلى أن نافلة الصلاة قاعدًا هي من خصائصه تشريفًا له، ولا ينبغي تعميمها على غيره.