عاجل

هل تبطل الصلاة بسبب السرعة؟ .. دار الإفتاء توضح ضابط الإسراع

هل تبطل الصلاة بسبب
هل تبطل الصلاة بسبب السرعة؟..دار الإفتاء المصرية توضح

كثيرون يسألون: هل السرعة في أداء الصلاة تبطلها؟ وهل الإسراع في الركوع والسجود يؤثر على صحة الصلاة؟ وهل صلاة النقر سريعة تُحتسب صحيحة؟ في هذا التقرير، نُسلّط الضوء على ضابط الإسراع الذي يُبطل الصلاة، كما أوضحته دار الإفتاء المصرية فتوى هامة عبر موقعها الرسمي، ونوضح ما الفرق بين التخفيف المشروع والإسراع المخلّ بالطمأنينة.

ضابط الإسراع الذي يبطل الصلاة

الإسراع في الصلاة لا يُعتبر في حد ذاته باطلًا أو مخلًا، إلا إذا أخلّ المصلي بـ الطمأنينة، وهي أحد أركان الصلاة الأساسية. الطمأنينة تعني استقرار الجسد زمنًا قليلًا أثناء كل ركن كـالركوع أو السجود، بقدر يمكن فيه للمصلي أن يقول: "سبحان ربي العظيم" أو "سبحان ربي الأعلى" مرة واحدة على الأقل.

فإذا أسرع المصلي لدرجة عدم حصول هذا الاستقرار، فإن صلاته لا تصحّ عند جمهور الفقهاء.

ما حكم الطمأنينة في الصلاة؟ وهل هي فرض أم سنة؟

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الطمأنينة في الصلاة واجبة، بل هي فرض من فرائض الصلاة عند جمهور العلماء، مثل المالكية، والشافعية، والحنابلة، وأبي يوسف من الحنفية.

وقد قال الإمام الكاساني في "بدائع الصنائع":
"الطمأنينة مقدار تسبيحة واحدة فرضٌ، وبه أخذ الشافعي".

وذكر الإمام الدردير أن من فرائض الصلاة:
"الطمأنينة، وهي استقرار الأعضاء زمنًا ما في جميع أركانها".

وهذا يعني أن أي عجلة تُفقد المصلي هذا الركن تُفسد الصلاة.

الفرق بين التخفيف والإسراع المخلّ

دار الإفتاء المصرية أوضحت أن التخفيف لا يعني إهمال الأركان. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُخفف الصلاة ولكن دون الإخلال بها. والدليل حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:
"ما صليتُ وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم" [رواه مسلم].

أي أن صلاة النبي كانت خفيفة في الزمن، لكنها تامة في الأركان والخشوع.

أما الإسراع الذي يشبه نقر الطيور، فهو مذموم، ويدخل في باب صلاة المنافقين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان، قام فنقرها أربعًا، لا يذكر الله فيها إلا قليلًا" [رواه مسلم].

هل صلاتك سريعة؟ إليك كيف تعرف أنها صحيحة

إذا كنت تُنجز الصلاة بسرعة، فاسأل نفسك:

هل أستقر في الركوع بقدر تسبيحة واحدة على الأقل؟

هل أطمئن في السجود وأذكر الله؟

هل أستقر بعد الرفع من الركوع والجلوس بين السجدتين؟

إذا كانت الإجابة "نعم"، فالصلاة صحيحة. أما إذا كنت تنتقل بين الأركان بسرعة دون أي توقف أو تسبيح، فهنا يكمن الخلل.

الخلاصة: الإسراع في الصلاة لا يُبطلها إلا في هذه الحالة

الصلاة لا تبطل لمجرد كونها سريعة، ما دامت تؤدى بأركانها كاملة، ويُراعى فيها ركن الطمأنينة. لكن إن أسرع المصلي لدرجة لم يتحقق فيها الاستقرار في الركوع أو السجود، فصلاته باطلة عند جمهور الفقهاء.

دار الإفتاء المصرية تؤكد الطمأنينة ليست فقط فرضًا فقهيًا، بل روح الصلاة وجوهرها، وغيابها يُفسد الصلاة ويُفقدها معناها

تم نسخ الرابط