هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب العمل؟.. دار الإفتاء توضح

تعد الصلاة في الإسلام ركنا أساسيا من أركان الدين، وقد أولى الإسلام لها اهتماما بالغا في كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وقد وردت العديد من الآيات والأحاديث التي تؤكد على أهمية إقامتها في أوقاتها المحددة، بما في ذلك قوله تعالى: “إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” [النساء: 103]، وهو ما يدل على ضرورة أداء الصلاة في وقتها المحدد.
الجمع بين الصلوات بسبب العمل
يعد الجمع بين الصلوات من الأحكام التي أباحها الشارع لأسباب معينة كالسفر أو المرض، وأحيانًا بسبب مشقة العمل، وخاصة إذا كانت الظروف تتطلب أداء العمل في وقت الصلاة مما يجعل من الصعب أداء الصلاة في وقتها المحدد. من بين هؤلاء الأشخاص الذين قد يضطرون إلى الجمع بين الصلوات بسبب العمل هم الأطباء، خصوصًا أولئك الذين يعملون في غرف العمليات التي قد لا يمكن تركها إلا بعد فترة طويلة. في هذه الحالات، قد تكون هناك ضرورة للجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وكذلك بين صلاتي المغرب والعشاء.
الجمع بين الصلوات في ظروف العمل
أجاز العلماء جمع الصلوات في حالات معينة، مثلما أقرته دار الإفتاء المصرية في فتوى لها، مشيرة إلى أن الطبيب أو العامل الذي يواجه ظروفًا تجعله غير قادر على أداء الصلاة في وقتها المحدد يمكنه جمع الصلوات. مثلًا، في حالة الأطباء الذين يضطرون للعمل في العمليات الجراحية لفترات طويلة، يجوز لهم جمع صلاة الظهر مع العصر أو صلاة المغرب مع العشاء إذا كانوا مضطرين لذلك.
وفي هذا الصدد، أكد الفقهاء على ضرورة أن يكون الجمع بين الصلوات بسبب حاجة حقيقية ولا يتعارض مع روح الشريعة الإسلامية التي تشدد على المحافظة على الصلاة في أوقاتها. ومن المهم أن يكون الشخص الذي يجمع بين الصلوات قد نوى الجمع قبل دخول وقت الصلاة الثانية إذا كان ينوي جمع التأخير، أو عند الإحرام بالصلاة الأولى إذا كان ينوي جمع التقديم. كما يجب ألا يكون هناك فاصل طويل بين الصلاتين عند الجمع.
هل يلزم أن أنوي جمع التأخير؟
نعم، إذا قررت جمع الصلوات بسبب ظروف عملك، يجب أن تنوي جمع التأخير في وقت الصلاة الأولى. كما يجب أن تكون نيتك واضحة عند الإحرام بالصلاة الأولى أو في أثنائها إذا كنت تنوي جمع التقديم. تجنب الفصل الطويل بين الصلاتين لأن ذلك قد يؤدي إلى بطلان الجمع