عاجل

هل الأيام البيض هي نفسها الست من شوال؟ دار الإفتاء توضح

لأيام البيض هي نفسها
لأيام البيض هي نفسها الست من شوال

مع بداية شهر شوال، وبعد انتهاء فرحة العيد، يحرص كثير من المسلمين على مواصلة الطاعة من خلال صيام الأيام الست من شوال، والتي ورد فيها حديث نبوي شريف عن فضلها العظيم. لكن في كل عام، يتكرر السؤال: هل الأيام البيض هي نفسها الست من شوال؟
سؤال يفتح الباب أمام نقاش واسع وخلط شائع بين عبادتين مختلفتين من حيث التوقيت والنية، رغم إمكانية الجمع بينهما عند بعض الفقهاء

الفرق بين الأيام البيض والست من شوال

الأيام البيض هي الثلاثة أيام التي توافق 13 و14 و15 من كل شهر هجري، وسميت “البيض” لأن القمر يكون فيها مكتملاً ومضيئًا. ويُستحب صيامها من كل شهر لما فيها من أجر عظيم، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر كله”.

أما الست من شوال، فهي ستة أيام يُستحب صيامها في أي وقت خلال شهر شوال، بعد انتهاء صيام رمضان، سواء كانت متفرقة أو متتابعة، وورد في فضلها: “من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر”

الخلط بين النيتين… هل هو جائز؟

من الناحية الفقهية، يُجيز كثير من العلماء الجمع بين نيتين في عبادة واحدة، وخاصة في صيام النوافل. أي أن المسلم إذا صام 13 و14 و15 من شوال بنية أنها من الأيام البيض وفي الوقت ذاته نية الست من شوال، فله أجر الاثنين معًا بإذن الله.
لكن بعض الفقهاء يرى أن الأفضل الفصل بين النوايا، لمن استطاع، حرصًا على تحصيل الأجر كاملاً دون أي نقصان


رأي الفقهاء في الفرق بين الست من شوال والأيام البيض

أجمع العلماء على أن صيام الست من شوال وصيام الأيام البيض هما عبادتان منفصلتان، لكل منهما توقيت وحكمة وفضل خاص. لكن في حال تزامنت الأيام البيض (13، 14، 15 من شوال) مع رغبة المسلم في صيام الست من شوال، فهل يجوز الجمع بين النيتين؟

1. جمهور العلماء: الجمع جائز بشرط النية

يرى جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، خاصة المالكية والشافعية والحنابلة، أن الجمع بين النيتين جائز، أي أن يصوم المسلم الأيام الثلاثة بنيّة أنها من “الست من شوال” ومن “الأيام البيض” معًا، ويُرجى له أجر العبادتين، لكن بشرط أن ينوي ذلك من بداية اليوم، لا أثناء الصيام.

وقد شبّه العلماء هذا بالحج والعمرة معًا في التمتع أو القِران، وهو ما يُعرف في الفقه بـ”تداخل العبادات”.

2. الأفضلية عند بعض الفقهاء: فصل النوايا

في المقابل، يرى بعض الفقهاء أن الفصل بين العبادتين أولى وأفضل، لمن استطاع ذلك، لأن كل عبادة لها مقصد مختلف:
• الأيام البيض يُستحب صيامها من كل شهر.
• الست من شوال تأتي بعد رمضان وتُعد كمالًا لصيام السنة كلها.

وبالتالي، من باب تعظيم الشعائر وتعدد الطاعات، يُفضّل أن يصام كل نوع بنيّة مستقلة.

3. دار الإفتاء : التيسير أولى

أصدرت دار الإفتاء بيانًا رسميًا تؤكد فيه أن الجمع بين نية صيام الست من شوال وصيام الأيام البيض جائز ولا حرج فيه شرعًا، وهو من الأمور التي تُيسر على المسلمين، خاصة من يجدون مشقة في الصيام الطويل.

كما أوضحت أن من نوى صيام الست من شوال فقط، وصادفت الأيام البيض، فله أجر صيام الست، ولكن لا يُحتسب له صيام الأيام البيض إلا إذا نواها كذلك

تم نسخ الرابط