بين الجواز والمنع.. رأي دار الإفتاء في عمليات التجميل

أصبحت عمليات التجميل من المواضيع التي تشغل بال العديد من الأشخاص في المجتمعات الإسلامية، إذ يبحث البعض عن طرق لتحسين مظهرهم الخارجي، سواء لأسباب طبية أو تجميلية. ومع تزايد هذه العمليات، أصبح السؤال الشائع: هل هي حلال أم حرام؟
وقد أصدرت دار الإفتاء العديد من الفتاوى التي تناقش هذا الموضوع وتوضح الأحكام الشرعية المتعلقة به. في هذا التقرير، نتعرف على رأي دار الإفتاء في عمليات التجميل بناءً على الشريعة الإسلامية
رأي دار الإفتاء في العمليات التجميلية لأغراض طبية
أوضحت دار الإفتاء أن عمليات التجميل التي تهدف إلى العلاج أو تصحيح التشوهات الجسدية بسبب الحروق أو العيوب الخلقية، هي جائزة شرعًا ولا حرج فيها. وقالت دار الإفتاء إن الإسلام لا يمنع من إجراء العمليات التي تصحح الخلل أو التشوهات التي تؤثر على حياة الفرد النفسية أو الجسدية، وذلك بناءً على ما جاء في الحديث الشريف: “إن الله جميل يحب الجمال”، مشيرة إلى أن هذا الجمال الطبيعي لا يجب أن يتعارض مع الشريعة.
عمليات التجميل لأغراض تجميلية بحتة
أما في ما يتعلق بالعمليات التجميلية التي تجرى لأغراض تجميلية بحتة، مثل تكبير الشفاه أو تصغير الأنف دون وجود حاجة طبية، فقد أوضحت دار الإفتاء أن الحكم الشرعي يختلف حسب النية. إذا كانت العملية تهدف إلى التفاخر أو التغيير الجذري في خلق الله دون حاجة، فإن هذا يعتبر محرمًا. وذكرت دار الإفتاء في فتوى سابقة أن هذه العمليات قد تتنافى مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لعن الله المتنمصات والمتفلجات” (رواه مسلم)؛ حيث يشير الحديث إلى تغيير ملامح الجسم بطريقة مصطنعة.
التجميل والنية
وأكدت دار الإفتاء أن النية هي الأساس في الحكم على عمليات التجميل. فإذا كانت النية تتعلق بمراعاة الجمال الفطري والاعتناء بالمظهر دون التفاخر أو التغيير الجذري لخلق الله، فقد تكون العمليات التجميلية مقبولة في حدود الاعتدال. أما إذا كان الهدف منها لفت الأنظار أو تغيير الملامح بشكل مبالغ فيه، فإن هذا يتعارض مع تعاليم الإسلام التي تحث على الرضا بالقضاء والقدر