هل يعتبر المريض الذي توفي من الشهداء؟ دار الإفتاء تفسر الحكم الشرعي

يعتبر موضوع الشهادة في الإسلام من المواضيع المهمة التي يهتم المسلمون بمعرفتها، خاصة في حال وقوع البلاء أو المرض. وقد ورد سؤال إلى دار الإفتاء حول حكم اعتبار المريض المتوفى من الشهداء، وخاصة مع ما يمر به بعض الناس من ابتلاءات صحية شديدة. وفي هذا السياق، توضح دار الإفتاء حكم الشهادة في الإسلام، وكيفية تعلق ذلك بالمريض الذي توفي نتيجة لمرضه.
الأدلة الشرعية على الشهادة لغير المقتول في سبيل الله
جاء في الحديث الشريف عن النبي ﷺ في صحيح مسلم: “الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله”. هذا الحديث يشير إلى أن هناك أنواعًا من الموت يعتبر أصحابها شهداء، مثل من يموت بسبب الطاعون أو الأمراض المتعلقة بالبطن أو الغرق أو الحوادث. وبذلك، يمكن للمريض الذي يموت بسبب مرض معين أن يدخل في فئة الشهداء من حيث الأجر، بشرط أن يتوافق مرضه مع تلك الأنواع التي وردت في الحديث.
آراء العلماء في حكم المريض المتوفى كشهيد
يرى العديد من العلماء أن المريض الذي توفي بسبب مرض معين من هذه الأنواع يعتبر شهيدًا من حيث الأجر، وليس بالضرورة من حيث الحكم الدنيوي. فالمريض الذي يعاني من مرض مثل الطاعون أو مرض في البطن أو حتى مرض يتسبب في متاعب شديدة في الصدر (مثل ذات الجنب) يمكن أن يُعد من الشهداء، وذلك بناءً على الأحاديث النبوية التي تعطي هذه الحوافز الروحية.
المريض واحتساب الأجر عند الله
بغض النظر عن كون المريض يُعتبر شهيدًا من عدمه، فإن الأجر الذي يحصل عليه عند الله عظيم، فالمريض الصابر على مرضه له جزاء عظيم في الآخرة. فقد ورد عن النبي ﷺ: “ما من مسلم يصيبه نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه”. وهذا يشير إلى أن المرض يمكن أن يكون تكفيرًا للذنوب ورفعًا للدرجات، فإذا صبر المسلم واحتسب، فقد يكتب له أجر عظيم.
ما هو جزاء المريض الصابر؟
المريض الذي يصبر على مرضه ويحتسب الأجر عند الله له أجر عظيم، حيث ثبت في الحديث الشريف أن المرض سبب لرفع الدرجات وتكفير الذنوب. والمريض الصابر له الأجر نفسه كالأعمال الصالحة التي كان يقوم بها أثناء صحته، وقد قال النبي ﷺ: “إذا مرض العبد أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا”.
، يمكن القول إن المريض الذي توفي نتيجة مرض من الأنواع التي وردت في الأحاديث يعتبر شهيدًا في الأجر عند الله، ولكن ليس بالضرورة من حيث الأحكام الدنيوية. الأهم هو أن المرض والصبر عليه يكفر الذنوب ويرفع الدرجات. لذا، يوصى كل مريض بالصبر والدعاء والاحتساب عند الله، فقد يكون هذا البلاء مفتاحًا للرحمة والمغفرة