دعاء فك الكرب وإزالة الهم.. كلمات تجعلك أقرب إلى الله

في زمن تزداد فيه الضغوط النفسية ويبحث الناس عن الطمأنينة، يظل دعاء فك الكرب والذكر هما الملاذ الآمن، ووسيلة العبد للاتصال المباشر بخالقه.
دعاء فك الكرب ليس مجرد طلب، بل هو عبادة خالصة، قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة"، كما رواه أصحاب السنن.
وقد أكد الله سبحانه وتعالى على قربه من عباده المستجيبين لدعائه في قوله:
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].
متى يكون العبد في أرقى أحواله بالدعاء؟
عند السجود؛ حيث يكون العبد أقرب ما يكون إلى ربه.
مع حضور القلب وخشوعه.
في أوقات الطهارة واستقبال القبلة.
عند رفع اليدين بتذلل وافتقار.
حين التأمين على دعاء الآخرين، بإخلاص ويقين.
هذه اللحظات تفتح للعبد أبواب الرحمة والقبول، وتجعله في موضع استجابة.
آداب الدعاء: كيف تتقرب إلى الله بقلب خاشع؟
بحسب ما أوضحته دار الإفتاء المصرية، فإن هناك آدابًا ينبغي أن يتحلى بها المسلم عند الدعاء، ومنها:
- استفتاح الدعاء بذكر الله والثناء عليه.
- الدعاء بإخلاص ويقين في الإجابة.
- عدم رفع الصوت بالدعاء رفعًا شديدًا أو خفضه خفضًا يمنع الفهم.
- الإلحاح وتكرار الدعاء ثلاثًا كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
- تجنب الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.
- الحرص على أن يكون المطعم والمشرب من الحلال الطيب.
دعاء فك الكرب
يا فارج الهمّ ويا كاشف الغم فرج همنا ويسر أمرنا، وارحم ضعفنا وقلة حيلتنا، وارزقنا من حيث لا نحتسب يا رب العالمين، اللهم إني نسألك أن تجعل خير عملنا آخره، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه، إنّك على كل شيءٍ قَدير.
فضل الذكر: من نور القلب إلى مجالس الملائكة
الذكر هو الرفيق اليومي للمؤمن، وهو لا يقل شأنًا عن الدعاء؛ بل هما متلازمان. يقول الله تعالى:
﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].
ففي الذكر تسبيح وتمجيد وحمد وتوحيد واستغفار، كل كلمة فيه ترفع العبد درجات وتزيده قربًا من مولاه، وفي الحديث الشريف:
"إن لله ملائكةً سياحين في الأرض، إذا وجدوا أقوامًا يذكرون الله،تنادوا: هلموا إلى بغيتكم، فيجيئون فيحفون بهم إلى سماء الدنيا، فيقول الله: على أى شىء تركتم عبادي يصنعون؟ فيقولون: تركناهم يحمدونك ويمجدونك ويذكرونك قال: فيقول: فهل رأوني؟ فيقولون: لا؛ قال: فكيف لو رأوني؟ قال: فيقولون: لو رأوك لكانوا أشد لك تحميداً، وأشد تمجيداً، وأشد لك ذكراً، قال: فيقول: وأى شىء يطلبون؟ قال: فيقولون: يطلبون الجنة، قال: فيقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا، قال: فيقول: فكيف لو رأوها؟ قال: فيقولون: لو رأوها كانوا أشد لها طلباً، وأشد عليها حرصاً، قال: فيقول: من أى شىء يتعوذون؟ قالوا: يتعوذون من النار، قال: فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها هرباً، وأشد منها تعوذاً، فيقول الله: أشهدكم أني قد غفرت لهم"
[رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح].
الدعاء لا يُرد إذا اقترن بالإخلاص
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء" [رواه الترمذي وابن ماجه].
ويؤكد الإمام المناوي أن الدعاء سبب لحصول الثواب والصواب، وهو عبادة لا تحتاج إلا إلى قلب مخلص ولسان صادق.
العبد الصادق لا يترك الدعاء في ضرائه ولا سرائه، في مرضه ولا عافيته، بل يجعل الذكر والدعاء رفيقين له على الدوام، لأن فيهما حياة القلب وباب الفرج ومفتاح السكينة. ولعل أفضل ما يُهدى للميت بعد موته هو دعاءٌ صادق من ابنٍ صالح أو والدين لم ينسيا التضرع لربهما.