الذكر حياة للقلوب وطمأنينة للنفس.. عالم أزهري يوضح فضله وأثره (فيديو)

أكد الدكتور أيمن الحجار، أحد علماء الأزهر الشريف، أن ذكر الله سبحانه وتعالى يمثل حياةً للقلوب وسكينةً للنفوس، مشيرًا إلى أن البيوت التي يعمرها ذكر الله وقراءة القرآن تتمتع بأجواء إيمانية وروحانية تجعلها عامرة بالبركة والطمأنينة، على عكس البيوت التي تغيب عنها هذه العبادات، والتي تصبح عرضة للغفلة والاضطراب.
أثارة على الإنسان
جاء ذلك خلال حديثه في برنامج "الأمثال النبوية" المذاع على قناة "الناس"، حيث أوضح أن النبي محمد ﷺ ضرب مثالًا بليغًا في بيان أثر الذكر على الإنسان، إذ شبَّه الذاكر لله بالحي، بينما وصف الغافل عن الذكر بالميت، في إشارة واضحة إلى أن الروح لا تنبض بالحياة الحقيقية إلا بالاتصال الدائم بالله عز وجل.
واستدل الحجار بقول الله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، مؤكدًا أن الذكر هو المفتاح الحقيقي للسكينة والراحة النفسية، فهو يمنح الإنسان طمأنينةً وسط مشاغل الحياة وضغوطها، ويجعل القلب أكثر استقرارًا وسعادة.
حياة النبي وصحابته
وفي سياق حديثه، أشار الحجار إلى أن النبي ﷺ كان من أكثر الناس استغفارًا وذكرًا لله، بل كان يحرص على الاستغفار في يومه أكثر من سبعين مرة، وهو ما رواه الصحابة الذين كانوا يعدّون له في المجلس الواحد قولَه: "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه".
ولفت إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم اقتدوا بالنبي في ذلك، فكانوا يكثرون من الاستغفار والتسبيح، إدراكًا منهم لأهمية الذكر في تقوية العلاقة مع الله، ولأنهم أيقنوا أن الذكر ليس مجرد كلمات تُقال باللسان، بل هو حالة من التقرب إلى الله تشمل أعمال القلب والجوارح.

الذكر في الأفعال
وأكد الحجار أن الذكر لا يقتصر فقط على التسبيح أو الاستغفار بالألفاظ، بل يمتد ليشمل جميع الأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان ابتغاء مرضاة الله، مثل مساعدة الآخرين، والإحسان إليهم، والدعوة إلى الخير، موضحًا أن كل فعل يُقرّب العبد إلى ربه يُعد من الذكر، ويُسهم في بناء مجتمع متراحم ومتآلف.
ووجّه الحجار دعوة إلى المسلمين بضرورة المداومة على ذكر الله في كل وقت وحين، سواء باللسان أو بالقلب أو بالأعمال الصالحة، حتى يكونوا من الذاكرين لا من الغافلين، وليحظوا برضا الله ومغفرته، مؤكدًا أن الذكر هو الحصن الذي يحمي الإنسان من الوقوع في المعاصي، ويجعله أكثر قربًا من الله سبحانه وتعالى.