عاجل

هل تجوز صلاة الجمعة في الزوايا المتقاربة؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

هل تجوز صلاة الجمعة
هل تجوز صلاة الجمعة في الزوايا المتقاربة؟

في كثير من القرى والمناطق السكنية، تنتشر الزوايا المتقاربة في الشوارع الجانبية، ما يثير تساؤلات حول مشروعية إقامة صلاة الجمعة فيها، خاصة في ظل وجود مسجد جامع كبير يسع المصلين.
دار الإفتاء المصرية، عبر فتوى رسمية صدرت عن فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد – مفتي الجمهورية، أجابت على هذا السؤال، موضحة الحكم الشرعي بشفافية، ومبينة متى تُعد إقامة الجمعة في هذه الزوايا جائزة، ومتى تكون غير مشروعة.

الأصل في صلاة الجمعة.. الاجتماع في المسجد الجامع

أكد مفتي الجمهورية أن الأصل الشرعي في صلاة الجمعة هو أن تُقام في المسجد الجامع الذي يستوعب أهل المنطقة، وهو ما عليه العمل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين.
ويهدف هذا التوجيه إلى:

  • توحيد صفوف المسلمين.
  • ترسيخ روح الجماعة.
  • منع التفرق والانقسام.

ولكن في واقعنا المعاصر، ومع الزيادة السكانية واتساع العمران، قد يواجه الناس مشقة في الوصول إلى المسجد الجامع، ما يستدعي النظر في البدائل المشروعة.

هل يجوز إقامة الجمعة في الزوايا المتقاربة؟

نعم، يجوز إقامة صلاة الجمعة في الزوايا المتقاربة بشرط وجود عذر معتبر، مثل:

  • ضيق المسجد الكبير عن استيعاب أعداد المصلين.
  • بُعد المسافة وصعوبة الوصول إليه، خصوصًا لكبار السن أو المرضى.
  • عدم كفاية الوقت أو وسائل النقل لحضور الجمعة في المسجد الجامع.

لكن إقامة الجمعة في الزوايا لا تكون جائزة بشكل مطلق، بل يجب أن تتم وفقًا للضوابط الشرعية والتنظيمية التي تقرها وزارة الأوقاف المصرية أو الجهات المختصة، وذلك لضمان الحفاظ على النظام العام ومنع العشوائية.

الفتوى تنطلق من فقه الواقع وتراعي احتياجات الناس

الفتوى تعكس منهج دار الإفتاء المصرية القائم على فقه التيسير وضبط الفتوى بالواقع، حيث تراعي التغيرات المجتمعية واحتياجات الناس، دون الإخلال بثوابت الشريعة.
كما تؤكد أهمية الحفاظ على قدسية صلاة الجمعة، من خلال:

  • ضمان وجود خطيب مؤهل ومعتمد.
  • توفير الحد الأدنى من الشروط الشرعية لإقامة الجمعة.
  • عدم تحويل الزوايا إلى وسيلة لتفريق المسلمين أو إثارة النزاعات.

رأي المؤسسات الدينية الأخرى في المسألة

من جانب آخر، يدعم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية هذا التوجه، حيث يؤكد على ضرورة تنظيم صلاة الجمعة في إطار منضبط، خاصة في الزوايا الصغيرة، ويشدد على أن الحفاظ على وحدة الصف واجتماع الكلمة مقصد شرعي عظيم لا ينبغي التفريط فيه.

الخلاصة الشرعية.. متى تجوز الجمعة في الزوايا؟

جائزة شرعًا: إذا وُجد عذر معتبر مثل الزحام أو البعد.

مشروطة: بوجود إذن من الجهات المختصة.

التيسير لا يعني الفوضى.. والعبادة لها قدرها

في النهاية، توضح فتوى دار الإفتاء المصرية أن الشريعة الإسلامية تتسم بالمرونة والرحمة، وتُراعي ظروف الناس وأحوالهم، لكنها في الوقت نفسه لا تُجيز التسيُّب أو العبث بشعائر الدين.
فصلاة الجمعة شعيرة عظيمة، لا ينبغي أن تُؤدى في الزوايا  المتقاربة لمجرد التيسير أو الراحة، بل لا بد من مراعاة الضوابط الشرعية والتنظيمية، والحرص على إقامتها كما أراد الله ورسوله، في أماكن تجمع المسلمين وتوحِّد صفوفهم.

ولهذا، إن كنا بحاجة إلى إقامة الجمعة في الزوايا، فلنلتزم بما أقرّته دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف، حتى لا نحيد عن روح العبادة وجوهرها، ونُحسن تقديم صورة الإسلام كما أرادها الشرع: دينًا يجمع لا يفرّق، وينظم لا يبعثر.

تم نسخ الرابط