عاجل

هل هناك فرق بين البدعة والسنة الحسنة؟.. مفاهيم وأفعال نبوية توضحها

هل هناك فرق بين البدعة
هل هناك فرق بين البدعة والسنة الحسنة؟

تعدَّدت تعريفات "البدعة" في الإسلام وتنوعت، حيث اختلفت أنظار العلماء في مفهومها ومدلولها. فعلى الرغم من أنَّ البعض يرى أنَّ البدعة تشمل كل شيء مستحدث لم يكن موجودًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنَّ هناك من يرى أنَّ البدعة لا تشمل كل شيء جديد بل تقتصر على ما يعارض الشريعة أو يخالفها.

علي جمعة يوضح حول مفهوم البدعة وأفعال النبي

في هذه الفتوى، يوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أنَّ البدعة قد تكون مستحدثة في العبادات أو العادات، مشيرًا إلى وجود تباين بين العلماء في تحديد ما إذا كانت البدعة حسنة أو سيئة.

هل هناك فرق بين البدعة والسنة الحسنة؟

في رأي بعض العلماء، قد تكون البدعة "حسنة" إذا كانت تتوافق مع الشريعة وتحقق مصلحة عامة للمجتمع، مثلما حدث مع صلاة التراويح في جماعة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فقد قال فيها: "نعمت البدعة هي"، مما يعني أنَّ البدعة يمكن أن تكون أمرًا إيجابيًا إذا كانت موافقة للشرع.

وقد استدل هؤلاء العلماء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَه أجرُها وأجرُ مَن عملَ بِها إِلَى يَوْم الْقِيَامَة"، مما يشير إلى أنَّ ما يُحدث من أفعال حسنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يُعدُّ سنة حسنة.

من جهة أخرى، هناك اتجاه آخر يرفض التسليم بمفهوم "البدعة الحسنة"، ويؤكد على أنَّ البدعة في الدين لا يمكن أن تكون إلا مذمومة، وهو ما استدل به من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "فإنَّ كُلَّ مُحدثةٍ بِدْعَةٌ وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالةٌ"، مما يجعل كل شيء مستحدث في الدين مرفوضًا.

البدعة الحسنة أم السنة الحسنة؟

في الواقع، لا خلاف حقيقي بين الاتجاهين، فكما يؤكد الدكتور علي جمعة، إنَّ البدعة الحسنة لدى بعض العلماء هي نفسها "السنة الحسنة" كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، بشرط أن لا تكون مخالفة للشرع. وبالتالي، فإنَّ البدعة الحسنة والسنة الحسنة يمكن أن تلتقيان في المعنى إذا كانت الأفعال المتخذة تتوافق مع المصلحة العامة ولا تخالف القواعد الشرعية.

هل يجب علينا تطبيق أفعال النبي صلى الله عليه وسلم كما هي؟

بخصوص تطبيق أفعال النبي صلى الله عليه وسلم، أشار الدكتور علي جمعة إلى أنَّ المسلم مطالب باتباع سنن النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة في العبادات، ولكن مع مراعاة الاستطاعة. فعلى سبيل المثال، إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ آيات معينة في الصلاة، فيجوز للمسلم أن يقرأ آيات أخرى في نفس الصلاة، على أن لا يكون ذلك "بدعة" طالما أنَّ الفعل لا يخالف الشريعة.

إجمالًا، بيَّن الدكتور علي جمعة أنَّ تعاليم الإسلام تتسع لمرونة في التطبيق طالما أنَّ الأفعال تتفق مع المبادئ الأساسية للشريعة الإسلامية.

تعدَّدت آراء العلماء حول البدعة والسنة الحسنة، ولكن في النهاية يمكن القول إنَّ البدعة إذا كانت تتوافق مع المصلحة العامة ولا تخالف الشريعة، فهي تدخل ضمن السنة الحسنة. وهذا ما أكد عليه فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مشددًا على أنَّ المسلمين يجب عليهم اتباع السنة النبوية في عباداتهم مع مراعاة الاستطاعة والمرونة في التطبيق.

تم نسخ الرابط