عاجل

ما حكم التأخر عن خطبة الجمعة؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

خطبه الجمعه
خطبه الجمعه

 

يوم الجمعة هو سيد الأيام وأعظمها عند المسلمين، وهو اليوم الذي اختصه الله بصلاة الجمعة وخطبتيها، التي هي من أبرز شعائر هذا اليوم المبارك. ومع ازدحام الجداول وكثرة المشاغل، يتأخر بعض الناس عن حضور الخطبة، مما يثير التساؤلات حول حكم هذا التأخر، وهل يؤثر على صحة الصلاة.

رأي دار الإفتاء في حكم التأخر عن خطبة الجمعة جاء واضحًا كالتالي:


• التأخر عن خطبة الجمعة لا يبطل الصلاة، ولكن يفوّت المسلم أجرًا عظيمًا وفضلًا كبيرًا، لأن الخطبة جزء مهم من شعائر الجمعة.
• أكدت الدار أن التبكير إلى صلاة الجمعة من السنن المؤكدة، وهو من علامات تعظيم شعائر الله.
• أشارت أيضًا إلى أن الملائكة تكتب أسماء المصلين بحسب ترتيب حضورهم، وعند صعود الإمام إلى المنبر تُطوى الصحف، مما يدل على أهمية حضور الخطبة كاملة.
• وبيّنت أن من تعمّد تفويت الخطبة يأثم عند بعض الفقهاء، خصوصًا عند المالكية، بينما لا يأثم عند غيرهم إذا أدرك الصلاة، لكن التأخر يبقى مكروهًا ومخالفًا للسنة.
• وختمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن المسلم ينبغي أن يسعى لصلاة الجمعة بنية التعبد والتعظيم، لا أن يكتفي بأدنى شروط صحتها فقط، لأن الغاية من الجمعة ليست الصلاة وحدها، بل الاستفادة من الخطبة والموعظة أيضًا

القرآن والسنة يؤكدان وجوب السعي والتبكير


استدلت دار الإفتاء بقول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ﴾ (الجمعة: 9).
وقد فسّر العلماء “السعي إلى الذكر” بأنه يشمل الذهاب لحضور الخطبة، لا الصلاة فقط.
كما استشهدت الإفتاء بحديث النبي ﷺ:
“إذا كان يوم الجمعة، وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم، وجلسوا يستمعون الذكر” (متفق عليه).
وهذا الحديث يبرز أهمية الحضور المبكر والاستماع للخطبة


اختلفت المذاهب الفقهية في حكم التأخر عن الخطبة:


• الحنفية: يرون أن حضور الخطبة ليس شرطًا لصحة الجمعة، لكن التبكير أفضل.
• المالكية: يشددون على وجوب حضور الخطبة، ويعتبرون تفويتها عمدًا معصية.
• الشافعية: يرون أن حضورها سنة مؤكدة، ومن فاته الخطبة فقد أجرها لا أكثر.
• الحنابلة: يرون أن التأخر مكروه، ومن فاته الخطبة فقد فاته جزء مهم من شعائر الجمعة.

وبناءً عليه، فإن تأخر المسلم عن الخطبة لا يبطل صلاته، لكنه يُفوّت عليه أجرًا كبيرًا، ويقع في الكراهة أو الإثم بحسب نيته ومذهبه الفقهي

آداب وسنن الجمعة التي يُستحب الالتزام بها
فيما يلي بعض السنن التي يُستحب للمسلم القيام بها في يوم الجمعة:
1. الاغتسال: سنة مؤكدة قبل الذهاب إلى الصلاة.
2. التطيب ولبس أحسن الثياب: من مظاهر تعظيم هذا اليوم.
3. التبكير إلى المسجد: للفوز بفضل الساعات الأولى.
4. قراءة سورة الكهف: كما ورد عن النبي ﷺ أنها تضيء للمسلم ما بين الجمعتين.
5. الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ: لما فيها من أجر عظيم.
6. الإنصات للخطبة: واجب على المصلين، والانشغال عنها يُذهب الأجر.
7. الدعاء في ساعة الاستجابة: وهي في آخر ساعة من نهار الجمعة.
8. الإكثار من الذكر والاستغفار: لتعظيم بركة اليوم ورفع الدرجات

تم نسخ الرابط