عاجل

ما حكم تغسيل الزوج لزوجته في الإسلام ؟.. اعرف آراء الفقهاء الأربعة

حكم تغسيل الزوج لزوجته
حكم تغسيل الزوج لزوجته

من الأسئلة التي تُثار في مجال الطهارة والجنازات هي مسألة تغسيل الزوج لزوجته بعد وفاتها، وهي قضية فقهية تهم كثير من المسلمين في بعض الحالات، خاصة في ضوء التعاليم الإسلامية. في هذا السياق، يجيب العلماء على هذا السؤال مؤكدين جواز هذا الفعل، لكنهم يضعون عدة ضوابط وأحكام يجب مراعاتها.

رأي العلماء: تغسيل الزوج لزوجته جائز

بحسب آراء فقهاء الشريعة الإسلامية من مختلف المذاهب الأربعة، فإن تغسيل الزوج لزوجته بعد وفاتها جائز شرعًا، ولا يوجد في الشريعة ما يمنع ذلك. فقد ذكر العديد من العلماء أن الزوج يمكنه أن يغسل زوجته بعد وفاتها، على غرار ما ورد في بعض الأحاديث النبوية التي تشير إلى جواز ذلك.

أحد الأحاديث التي يستند إليها العلماء في هذا السياق هو ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“إنه لا ينبغي لأحد أن يُغسّل زوجته إلا الزوج” (رواه الطبراني).
هذا الحديث يُعتبر بمثابة دليل من السنة النبوية على جواز هذا الفعل. كذلك، استند بعض العلماء إلى حالة النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، حيث كان يُغسّلهن بنفسه في بعض المواقف.

آراء فقهاء المذاهب الأربعة

• المالكية: يذهب المالكية إلى أن تغسيل الزوج لزوجته جائز إذا كان الطهارة موجودة، ويُشترط أن يتم هذا الفعل في أجواء من الحذر وعدم التجاوز، خاصة في مسألة الخصوصية والاحترام. إلا أنهم يفضلون أن يتولى تغسيل النساء محارم المتوفاة.
• الحنابلة: أيضًا يُشدد على جواز تغسيل الزوج لزوجته، على أن يكون ذلك مع الحفاظ على أدب التعامل، وإذا لم يتوافر محرم آخر من النساء، يُمكن للزوج أن يتولى مهمة الغسل.
• الشافعية: بالنسبة للشافعية، فإن تغسيل الزوج لزوجته يعتبر من الأعمال الجائزة شرعًا، ولا مانع من ذلك، لكنهم يفضلون في حال وجود المحارم من النساء أن يقوموا بذلك.
• الحنفية: يرون أن تغسيل الزوج لزوجته جائز، لكنهم يفضلون في هذه الحالة أن يكون تحت إشراف أحد المحارم، ويحذرون من الدخول في تفاصيل قد تمس الخصوصية أو تكون محل جدل.

رأي دار الإفتاء حول تغسيل الزوج لزوجته

أجابت دار الإفتاء  أن تغسيل الزوج لزوجته جائز شرعًا، وأنه لا حرج فيه إذا كان الزوج قد توفرت فيه شروط الطهارة والنظافة. وأوضحت الدار أن تغسيل الزوج لزوجته يعد من باب الرفق بها، خاصة إذا كانت الزوجة قد تزوجت في فترة كان يربطها بالزوج علاقة مودة ورحمة كبيرة.

وأكدت الدار أن الشروط الصحية والشرعية يجب أن تكون متوافرة في تلك العملية، وأنه ينبغي تجنب أي إساءة أو تطاول على حرمة المتوفاة. كما أشارت إلى أنه يجب أن يتم هذا الفعل بحضور محارمها في حال توفرهم، لضمان الحفاظ على الأدب والاحترام بين الزوج والزوجة في تلك اللحظات.

الآداب الشرعية وأهمية الخصوصية

على الرغم من الجواز الشرعي لتغسيل الزوج لزوجته، فإن الآداب الشرعية تفرض ضرورة احترام الخصوصية، ويجب أن يكون هذا الفعل بعيدًا عن أي تجاوزات أخلاقية أو شرعية. العلماء ينبهون إلى أن هذه الممارسات لا تعني انتهاكًا لحرمة المتوفاة أو المساس بقدسيتها.

ويشدد الفقهاء على أن التغسيل يجب أن يتم في خصوصية تامة، دون تدخل أي أطراف ثالثة، وأنه في حال كان للمتوفاة محارم من النساء، يُفضل أن يتولى هؤلاء المحارم هذا الفعل، بما يحفظ مكانة الزوج والزوجة في الدنيا وفي الآخرة.

بناءً على ما ذكره العلماء وفتاوى دار الإفتاء، فإن تغسيل الزوج لزوجته بعد وفاتها جائزة شرعًا، بشرط أن يتم بحذر واحترام. وعلى الزوج أن يراعي أن هذه العملية تتطلب حسن النية، والابتعاد عن أي شيء قد يُخلّ بالآداب الإسلامية.

تم نسخ الرابط