عاجل

هل يشعر ويسمع الميت بمن يزوره فى قبره؟.. دار الإفتاء توضح

شعور الميت بمن يزوره
شعور الميت بمن يزوره

 

تعد مسألة شعور الميت بمن يزوره من المسائل التي أثارت اهتمام العلماء في الإسلام، خاصة في ظل العديد من التساؤلات حول ما إذا كان الميت يدرك الزيارة أو يشعر بها.

الشعور بالزيارة في القرآن الكريم والسنة النبوية 

 

لم يرد في القرآن الكريم نصٌ صريحٌ يوضح إن كان الميت يشعر بمن يزوره، لكن هناك الكثير من الأحاديث التي تشير إلى هذه المسألة. ففي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “إن المؤمن إذا زار قبره نزل عليه السلام.” هذا الحديث يُفهم من خلاله أن الميت قد يزداد قربًا من الله في حالة زيارة القبر، إلا أن الحديث لا يوضح بدقة ما إذا كان الميت يشعر بمجيء الزائر في اللحظة نفسها.

من جانب آخر، بعض العلماء يرون أن الميت لا يشعر بما يحدث من حوله بشكل مباشر بعد وفاته، ولكن قد يصل إليه دعاء المؤمنين وزياراتهم بشكل معنوي. وقد ثبت في العديد من الأحاديث النبوية أن الروح في حياة البرزخ تتنعم أو تتعذب وفقًا لأعمال الشخص في الدنيا.

الآراء الفقهية حول شعور الميت بالزيارة

 

تباينت آراء العلماء حول مدى شعور الميت بمن يزور قبره. فهناك من يرى أن الميت يشعر بالفعل بمن يزوره، خاصة إذا كان هذا الزيارة مصحوبة بالدعاء والتصدق على روحه. وعلى سبيل المثال، روى بعض الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين”، وهذا يشير إلى أن للميت قدرة على الاستماع أو الشعور بالسلام من الزائرين.

من جهة أخرى، يرى بعض العلماء أن الميت لا يشعر بمجيء الزوار إليه بشكل مباشر، بل إن تأثير الزيارة يقتصر على الدعاء أو الأعمال الطيبة التي تُرسل له من خلال المولى عز وجل. وقد أشار العلماء إلى أن الروح لا تتواجد في القبر بشكل دائم بعد الموت، بل إنها تنتقل بين البرزخ والسماء حسب ما هو مقرر لها من رب العالمين.

رأي دار الإفتاء في هذه المسألة:

 

وأجابت دار الإفتاء  أن الميت لا يشعر بكل من يزور قبره بشكل مادي أو حسي. وأضافت دار الإفتاء أن الروح في حال البرزخ قد تكون في حالة من النعيم أو العذاب، ولا تتواجد بشكل كامل في القبر. لذلك، فالمتوفي لا يشعر بالزيارة المادية التي تحدث حول قبره، لكن إذا كانت الزيارة مصحوبة بالدعاء له أو أعمال الخير، فإن الله تعالى يرفع ذلك له ويُصلح حاله في الآخرة

التفسير الروحي للزيارة بعد الموت

بعيدًا عن الجدل الفقهي، يعتقد البعض أن الروح لا تنفصل عن الجسد تمامًا، بل هي تعيش في حالة من الوجود البرزخي الذي يختلف عن حياتنا الدنيوية. ووفقًا لهذا التصور، فقد تكون الروح قادرة على الشعور بمن يزور قبرها، وقد تستمتع بالسلام والدعاء الذي يوجه لها، كما يستفيد الزوار من هذه الزيارة عبر تقوية الإيمان وطلب الرحمة والمغفرة من الله تعالى.

أهمية الزيارة والدعاء للميت

بغض النظر عن مسألة الشعور المباشر، فإن زيارة القبور في الإسلام تحمل أهمية روحية عظيمة. فهي تذكر المسلم بالآخرة، وتجعله يعيد التفكير في معاني الحياة والموت. كما أنها وسيلة للتخفيف عن الميت عبر الدعاء له بالرحمة والمغفرة

تم نسخ الرابط